دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتسلق الكثير من الأشخاص الجبال من أجل تحدي أنفسهم، ودفع قدراتهم الجسدية إلى أقصى الحدود. ولكن، بدلاً من جعل ذلك هدفها الوحيد، قررت السعودية منى شهاب التحلي بروح المغامرة وتقديم يد العون لمن يحتاج إليها. ومنذ عام 2012، قطعت شهاب وعداً، وهو: "كل قمة جبلية ستكون مكرسة لقضية ما".
وتقول شهاب، التي ولدت من أم لبنانية وأب سعودي، أن حبها للمغامرات يعود إلى والديها، حيث قدّما لها الوقت والمساحة للبحث عما "يروي" عطشها منذ طفولتها.
وبدأ حبها للجبال بالتحديد بعد استلامها لرسالة بسيطة عبر البريد الإلكتروني قبل أكثر من عقد من الزمن، فقالت في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "بدأ كل شيء برسالة عبر البريد الإلكتروني في عام 2006 استلمته من صديق جيد لي. وقد أخبرني فيها أنه يرغب في محاولة تسلق جبل كليمنجارو مع زوجته في بداية عام 2007".
ورغم أنها ردّت بقبولها التحدي، إلا أن مشاكل في تأشيرتها منعتها من تحقيق ذلك. ولتشجيع نفسها، وعدت شهاب نفسها أن تقوم بتسلق كليمنجارو، من أجل قضية يوماً ما.
وتحقق حلمها في فبراير/شباط من عام 2012، حيث تسلقت الجبل الأعلى في أفريقيا لجمع التبرعات لبناء أول مركز للكشف عن السرطان في المنطقة الشرقية.
وترد شهاب الفضل في دمج حبها للمغامرة وتقديم العون للقضايا الإنسانية إلى والدها الذي زرع فيها "جينات الإنسانية"، وفقاً لما قالته. وأوضحت أن "كل جبل مكرس لقضيةٍ ما. وأنا أتسلق الجبال عادةً من أجل مرض السرطان والمساعدة في توفير التعليم للاجئين".
وتتضمن الجبال التي تسلقتها شهاب جبل إلبروس في روسيا في عام 2013، وذلك من أجل جمع التبرعات لبرنامج "أمنيتي" الخيري في السعودية، وجبل فينسون الأعلى في أنتاركتيكا لدعم صبي سوري اسمه محمد، كان يُعالج لأجل الساركوما العظمية في مركز الحسين للسرطان بالأردن. وأشارت شهاب أن الصبي حالياً شُفي من السرطان.
كما أن شهاب تسلقت إلى قمة جبل Lobuche في النيبال في يناير/كانون الثاني من هذا العام من أجل تسليط الضوء على أهمية الصحة العقلية. وهو أمر مهم لها بسبب عملها كمختصة في مجال علم النفس.
وحتى الآن، تمكنت شهاب من جمع أكثر من 352 ألف دولار نتيجة رحلات التسلق التي خاضتها لخدمة مختلف القضايا الإنسانية.
وفي وجه التعب، والصداع، والغثيان الذي يختبره المرء خلال التسلق، تقول شهاب إن القضية التي تتسلق من أجلها تشكل دافعاً لها أثناء طريقها للقمة.
ومع وجود مختلف القضايا التي ترغب شهاب في دعمها أثناء تسلقها للجبال في المستقبل، إلا أنها متأكدة من أمر واحد، إذ قالت: "أعلم أنني أريد الاستمرار في التسلق من أجل التعليم. وهو حق أساسي يمكنه تحريك الجبال". وإلى اليوم، تسلقت المغامرة 11 جبلاً من أجل قضايا إنسانية.
وللأشخاص الذين يرغبون في خلق التغيير، تنصحهم شهاب قائلةً: "ارموا أعذاركم خارج النافذة من فضلكم!" ولمن يتعذر بالحجج ويقول: "أنا أعيش في السعودية، ولا يمكنني القيام بالكثير"، ترد عليهم السعودية قائلةً: "امسحوا هذه الأعذار لأن جميعنا نعلم أنه عندما تكون هناك إرادة، فهناك طريقة".