دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ماذا يخطر على بالك عندما تفكر في أفغانستان؟ هل هي الحروب والمجاعات؟ وماذا عن طاجيكستان، وقرغيزستان، وأوزباكستان؟ ومن خلال صوره، عمد الرحالة الهولندي ثيجس بروكامب إلى تغيير الصورة الغربية عن هذه البلدان التي تنتهي بـ"ستان".
وقضى بروكامب 3 أشهر العام الماضي، خلال رحلة سفره عبر آسيا الوسطى. وقام المصور بتوثيق رحلته وتجاربه لدى عبوره بلدان مثل طاجيكستان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وأفغانستان، وتركمنستان، بعدسة كاميرته.
وقال بروكامب: "قررت أن أذهب إلى زاوية تُذهلني على خارطة العالم، ولكنني لا أعلم شيئاً عنها، وكانت هي بلدان ستان".
ومن التجول بين مدن الأشباح السوفييتية المخيفة إلى تجربة الضيافة المدهشة التي استمتع بها مع غرباء، قام بروكامب بأخذ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في رحلة معه خلال "The Stans Project".
ومثل العديد من المصورين قبله، سعى وراء التصوير بدوام كامل، بعدما بحث وحضر لرحلته لقرابة عام، إذ أن المنطقة بحسب ما ذكره، تُعرف بصعوبة السفر إليها، بسبب نقص المعلومات.
ومن إحدى صوره الجذابة هي مدينتي أشباح في قيرغيزستان، أي "مين كوش"، و"إنيلتشيك". وكان المصور مفتوناً بالتاريخ وراء هذه المناطق الصناعية السوفييتية السابقة، والتي أصبحت الآن مجرد بقايا من حقبة أخرى.
ولا يزال قرابة 30 شخصاً يعيشون في "إنيلتشيك"، حيث تتواجد فيها مدرسة وطبيب. وفي البلدة، وجد المصور دفاتر مرمية، إضافةً إلى كؤوس، وأوعية الطبخ. ووصف المكان قائلاً إنه "يبدو وكأن الجميع اختفى في الوقت ذاته، وتركوا كل هذه الأشياء وذهبوا".
ومن اللحظات التي لا تُنسى خلال رحلته هي اللقاءات المُفاجٍئة مع الأشخاص الذين قابلهم على الطريق، وضيافتهم الشديدة التي وصفها المصور بأنها "لا تُصدق".
وبعد هبوطه في طاجيكستان بيومين، قابل المصور، مع صديقين صاحباه في الرحلة، رجلاً محلياً أصرّ على استضافتهم لتناول العشاء، إضافةً إلى اصطحابهم إلى ينبوع ساخن على مقربة منهم.
وإضافةً إلى تصوير المناظر الطبيعية والمعالم، قام بروكامب بالتقاط صور "بورتريه" لبعض الأشخاص الذين قابلهم.
وساعده التقاط هذه الصور على تكوين العلاقات مع الأشخاص، والتحدث عن العمل، والعائلة. ورغم وجود حاجز اللغة، إلا أن التفاعلات بين السكان كانت إيجابية، وفقاً لما قاله.
ويشعر المصور بالسعادة لأن صوره ساعدت على تحدي توقعات وصور الأشخاص من هذه المنطقة في العالم. وفي هولندا، أشار المصور إلى أن الجميع كان يسأله ما إذا كانت الأماكن التي زارها خطيرة، أو إذا كان الأشخاص فيها غير وديين. وكان بروكامب يتساءل: "لماذا يفترض الأشخاص ذلك؟ لا يعرف هؤلاء أي شيء عن تلك الدول".
ويرى الهولندي أن الخوف من الأجانب بمثابة أمر سائد في هذا العصر. ولذلك، هو يعتقد أنه من المهم الآن الانفتاح تجاه الثقافات الأخرى التي لا تشبهنا، وعدم الخوف من الأشخاص "الغرباء" أو الأماكن "الغريبة".