دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت إندونيسيا موطناً لقائمة متنامية من الجزر الخاصة ذات الفنادق والمنتجعات التي يمتلكها رواد أعمال من المستوى الرفيع، وأصحاب الملايين. وتُعد هذه الوجهات النائية المكان المناسب للراغبين باختبار جمال البلاد، بعيداً عن ازدحام جزيرة بالي الشهيرة.
ومع أن أساليب هذه الممتلكات وأسعارها تختلف على نطاق واسع، إلا أنها باتت تميل إلى اتباع مبادئ الاستدامة، ودعم المجتمع المحلي من خلال توفير الوظائف والبرامج التعليمية.
وقال خبير السفر الفاخر ومؤسس "Blueflower Inspired Travels" المقيم في هونغ كونغ، أندريا أوشيتي، لـCNN إنه ينظر إلى هذه التطورات بعين إيجابية، إذ شرح قائلاً: "عادةً، ما تعني التطورات الفندقية في الجزر الصغيرة أن المالكين يريدون الاعتناء بالجزيرة، ومواردها الطبيعية".
ومن بين أصحاب هذه الممتلكات العالية المستوى والصغيرة في الوقت ذاته بإندونيسيا، هو رجل الأعمال السنغافوري تيم هارتنول، الذي افتتح منتجعاً نائياً باسم "Bawah Reserve" في نهاية عام 2017، مع 8 مستثمرين آخرين.
وقال هارتنول لـCNN: "كنت أعلم أن باواه هي لي في اللحظة التي وطأت فيها قدماي هذه الجزيرة"، مضيفاً: "عندما أُتيحت الفرصة لتطوير باواه، كان من المهم جداً بالنسبة لنا اتباع خطة مستدامة".
وقبل افتتاح الفندق الذي يتكون من 35 غرفة، عمل هارتنول وزملائه مع الحكومة أولاً لإنشاء محمية بحرية، وحظر صيد الأسماك، والرسو في المنطقة المحيطة بالجزيرة.
وقام الفندق أيضاً بإنشاء نظام لإعادة تدوير النفايات، وحصاد مياه الأمطار، ويتكون 95% من موظفي الفندق من أشخاص محليين.
وعلى بعد 50 دقيقة بالطائرة من بالي، تقبع جزيرة "Nihi Sumba" التي يمتلكها الملياردير الأمريكي كريستوفر بورش، وهو الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار "Burch Creative Capital".
ويتكون فندقه المطل على الشاطئ من 38 غرفة، وهو يتميز بأسقفه التقليدية، وألوانه الهادئة، وغاباته الجميلة.
وبعد 6 أعوام من بنائه، أسّس فندق "Nihi" علاقة قوية مع المجتمع المحلي، إذ يأتي قرابة 93% من موظفيه من البلدات والقرى المجاورة.
ومن ناحية الجهود البيئية، ينتج الفندق المياه العذبة عبر محطة لتحلية المياه، كما أنه يدير برنامجاً لإدارة النفايات في جميع أنحاء الجزيرة، وحماية بيض السلاحف من الصيادين.
وأما أنتوني ماردن، صاحب منتجع جزيرة "Pangkil" الخاص ومنتجع بوتيك "Pulau Joyo" في أرخبيل "رياو" بالقرب من سنغافورة، فعثر على هاتين الجزيرتين منذ أكثر من عقدين من الزمن.
ولا يقوم ماردن بتسويق جزره كوجهات "بيئية"، ولكنه يتخذ بعض الخطوات لحماية بيئاتها الطبيعية.
ويحظر ماردن مثلاً إزالة الأشجار، والصيد بالشباك، رغبةً في حماية الأرض والشعاب المرجانية.
ومع أن هذه الجزر طُورت مع وضع مبادئ الاستدامة بعين الاعتبار، إلا أن بعض الخبراء يشعرون بالقلق إزاء الوتيرة الكلية لنمو السياحة في إندونيسيا.
وشهدت البلاد زيادة في عدد الوافدين الدوليين خلال الأعوام الماضية، إذ أنها ارتفعت من 9 ملايين في عام 2014 إلى 14 مليون في عام 2017.
ويرى أوشيتي أن الجزر الخاصة والتطورات النائية تساهم في "إزالة بعض الضغط بعيداً عن التطور الزائد في جنوب بالي".