دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ افتتاحه قبل 25 عاماً، أُشيد بنفق القناة الإنكليزية باعتباره إحدى عجائب العالم الحديث، إذ أنه يُعد حلقة وصل مهمة بين المملكة المتحدة وأوروبا القارية.
وبتاريخ 6 مايو/أيار من عام 1994، قامت الملكة إليزابيث الثانية والرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا ميتران، بافتتاح النفق بشكل رسمي.
وخلال ربع قرن، لم يتحول النفق إلى حلقة وصل مهمة بين المملكة المتحدة وأوروبا القارية فقط، بل أصبح النفق رمزياً للغاية، خصوصاً في عصر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي حديثه عن النفق، قال مؤسس موقع السفر بالقطار "The Man in Seat 61"، مارك سميث، إنه "أعاد السفر الدولي بالقطار إلى اللعبة".
ويستخدم ما يقارب 4.5 مليون سائح بريطاني النفق سنوياً، إضافة إلى 1.6 مليون شاحنة لنقل البضائع ما بين المملكة المتحدة إلى أوروبا القارية، ما يجعل قيمتها تصل إلى حوالي 140 مليار يورو سنوياً بالنسبة إلى المملكة المتحدة والاقتصادات الأوروبية، وفقاً لتقرير "EY" عن القناة في تقرير حول المملكة المتحدة بعام 2018.
واستغرق الأمر 6 أعوام ليقوم 13 ألف عامل ببناء النفق الذي يبلغ طوله 31.4 ميلاً، والذي تمتد مساحة 23.5 ميلاً منه تحت الماء، ما يجعله الأطول من نوعه.
ولم تكن عملية البناء رخيصة، إذ قُدّر أن الكلفة ستصل إلى حوالي 7.2 مليار دولار في عام 1994، وتلك زيادة هائلة بنسبة 80% عما كان مخططاً له في الأصل.
ولدى افتتاح النفق، أشارت إليه الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين بأنه إحدى عجائب الدنيا الـ7 في العالم الحديث، إلى جانب مبنى "إمباير ستيت"، وبرج "سي إن" في تورونتو.
ورغم تكلفته الباهظة، أصبح النفق ناجحاً بين المسافرين بشكل فوري، فقال كبير أمناء المتحف الوطني للسكك الحديدة في المملكة المتحدة في منطقة يورك، إد بارثولوميو، إنه ساهم في تغيير الرأي العام تجاه السكك الحديدية، والتي كانت أهميتها تتناقص لأعوام.
ووفقاً لـ"Eurostar"، تنبعث من رحلة بين لندن وباريس غازات دفيئة بشكل أقل بنسبة 90% مما ينبعث من رحلة جوية ذات مسافة قصيرة.
وبينما كانت خدمات "Eurostar" الأولية تتجه إلى باريس وبروكسل، تمت إضافة وجهات جديدة في الأعوام الأخيرة، مثل وجهات موسمية موجودة في جنوب فرنسا، كما أصبحت جبال الألب الفرنسية وجهة شهيرة للغاية في فصل الشتاء.
وفي عصر تتزايد فيه المخاوف بشأن الكلفة البيئية للسفر جواً، أصبح النفق، مع المشاكل التي واجهته، منارة لما هو ممكن، عندما تُعطى مشاريع البنى التحتية الإذن للمضي قدماً.