دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سائقوا السيارات على طريق الشيخ زايد، الأكبر في دبي، سيلاحظون هيكلاً يبدو مثل عين عملاقة، برزت إلى جانب أبراج الإمارات الشهيرة. ويُعد هذا الهيكل أحدث بيان طموح يترك بصمته على أفق المدينة، فما هو؟
ويقف متحف المستقبل في الموقع، ويحيط به غلاف من الفولاذ المقاوم للصدأ، ومزين بالخط العربي.
ورغم عدم افتتاح المتحف حتّى العام المقبل، إلا أن تصميمه حصل على جوائز بالفعل.
وتُعتبر خطط التصميم الداخلي للمتحف طموحة أيضاً.
ومن التغير المناخي إلى الاختراقات في مجال الطب، يهدف المتحف إلى أن يكون بمثابة قاعدة لاستكشاف أعظم التحديات والتقنيات، التي ستشكل المستقبل.
والمتحف عبارة عن مبادرة من مؤسسة دبي للمستقبل، والتي يقودها الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء، وحاكم دبي.
ولدى المؤسسة تعليمات لجعل المدينة "مركزاً للابتكار واختبار التقنيات الناشئة".
وقال المدير التنفيذي، لاث كارلسون، الذي كان يدير متحف "Living Computers" سابقاً في سياتل، بالولايات المتحدة: "نحن لا نركز على الأدوات الخاطفة للأنظار والمستقبلية".
وشرح قائلاً: "نحن نريد البحث عن أجوبة لأسئلة مثل: كيف يتمكن الأشخاص من العيش في محطة فضائية تدور بالقرب من الأرض؟ وكيف يمكننا الاستجابة لانهيار النظام البيئي؟ وكيف يمكننا التركيز على العافية والصحة العاطفية في المستقبل؟".
وأشار كارلسون إلى أنه لطالما قاوم فكرة إبقاء المتاحف لمعروضاتها وراء الزجاج.
وستتميز 3 من الطوابق السبعة للمتحف بتجارب غامرة ستكون بمثابة "تجارب مسرحية أكثر من كونها معرضاً نموذجياً"، وفقاً لما قاله كارلسون.
وأكد المدير التنفيذي أن المتحف هو مثال عن الاستدامة.
وسيمتد المبنى، الحاصل على شهادة "LEED"، طاقته من محطة طاقة شمسية، كما أنه سيوفر مرافق لشحن السيارات الكهربائية.
وقال رئيس شركة الهندسة المعمارية "Killa Design"، شون كيلا، إن المتطلبات التقنية لمتحف المستقبل جعله "المشروع الأكثر طموحاً" الذي عمل عليه.
واستخدمت الشركة أدوات نمذجة متطورة لتخطيط الهيكل الفريد والمنحني الذي يتكون من آلاف المثلثات الفولاذية المتشابكة.
وقال كيلا إن "نظام الواجهة بكامله موحد، ما يعني أن الهيكل، والنوافذ، والعازل، ومقاومة الماء هي عبارة عن نظام واحد"، وهو أمر "لم يتم فعله قط من قبل"، بحسب ما ذكره.
ويؤمن كيلا أن للمتحف القدرة على أن "يصبح أحد أيقونات العالم".
ويحمل المتحف أهمية استراتيجية لحكومة دبي الطموحة، إذ أن تنمية الثقافة هي مفتاح لاستراتيجية السياحة في المدينة.
وقال كارسلون: "لا تتواجد ثقافة المتاحف في دبي حقاً، وهذا المشروع يتعلق جزئياً بتطوير ذلك".