دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشتهر باريس بوجهات سياحية عديدة يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم، إلا أن هناك وجهه سياحية تاريخية مميزة لا تحظى بالكثير من الشهرة.
وعلى مدى السنوات الأخيرة، لجأ سكان باريس، الذين ضاقوا ذرعاً بحياة المدينة الروتينية، إلى حدائق "Domaine de Chantilly" التي تحيط بها غابات خضراء كثيفة من كل اتجاه، وتبعد 40 دقيقة فقط عن العاصمة الفرنسية التي تعج بالفوضى وضجيج.
و في قلب تلك الحدائق، يقع فندق"Auberge du Jeu de Paume" التاريخي من فئة الخمس نجوم والذي بُني خصيصاً من أجل سكان باريس.
ويعد الفندق بمثابة ملاذ للاسترخاء، ويمكن أن يستحضر الزوار فيه حياة النبلاء الفرنسيين في القرن التاسع عشر، إذ يمكنك ركوب الخيل، ولعب البولو، والتنزه في الغابات الطويلة، والاستمتاع بعلاجات "السبا" السويسرية.
ويقول مدير الفندق باسكال جرويل: "عندما افتتحنا للمرة الأولى في عام 2012، كنا نستهدف سكان باريس. باريس قريبة وسهلة التطوير. لكننا اكتشفنا بسرعة كبيرة أن مدينة شانتيلي لم تكن معروفة في السوق السياحي داخل أو خارج فرنسا. ورغم أنها جوهرة حقيقية. إلا أن هناك الكثير من الأشياء التي يجب اكتشافها هنا."
وتُعرف مدينة شانتيلي في الأوساط العليا لمجتمع باريس باستضافتها لأعرق سباقات الخيول في أوروبا، بما في ذلك "Prix de Diane Longines" و"Prix du Jockey Club"، والمعروف أيضاً باسم الديربي الفرنسي. ويرجع الفضل في تأسيس أول حلبة سباق للخيول في فرنسا في القرن التاسع عشر إلى آخر صاحب للقصر وهو دوق أومالي، هنري دورليان، بعد اكتشاف هذه الرياضة في إنجلترا.
كما تُعرف شانتيلي باستضافتها لمسابقات البولو، وعروض السيارات الكلاسيكية الفاخرة "Chantilly Arts & Elegance". أي بعبارة أخرى، تستضيف فعاليات النخبة المخصصة تقليدياً لشريحة الأثرياء في المجتمع.
وفي عام 2005، اعتمد الآغا خان الرابع الشاه كريم الحسيني حدائق "Domaine de Chantilly" كواحدة من مشاريعه العديدة، متعهداً بالحفاظ على تاريخ المنطقة وتراثها.
ويتمثل جزء كبير من هذه الرؤية في افتتاح فندق من فئة الخمس نجوم لجذب الزوار بين عشية وضحاها، وجعل المنطقة ملاذاً يسهل وصول سكان باريس إليه في عطلات نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى السياح لقضاء آخر ليلة لهم في فرنسا. ويقع الفندق على بعد 20 دقيقة بالسيارة من مطار شارل ديغول.
وأتاحت زيارة الإصدار الأخير من سباق "Prix de Diane Longines" للخيول، والذي يُعد تقليدياً سنوياً في شهر يونيو/ حزيران، الفرصة لمشاهدة لمحة سريعة عن ذلك العالم العصري. وكأحد أكبر الفعاليات، ساعد السباق في ملء جميع غرف وأجنحة الفندق البالغ عددها 92 غرفة.
وعجّ بهو الفندق بالضيوف من قارة آسيا، الذين قضوا ليلتهم داخل غرف مصممة لاستحضار أناقة فرنسا في القرن الثامن عشر.
وصُنع أثاث الفندق في فرنسا من قبل ورشة "Henryot & Cie"، والتي تقوم بتصنيع الأثاث التقليدي لأكثر من 150عاماً في منطقة فوج. ويحتوي الفندق على كراسي لويس الخامس عشر، وستائر ضخمة، وأقمشة مطبوعة تصور مشاهد الريف الفرنسي، بالإضافة إلى شرفات خاصة تطل على حدائق القصر.
وكما هو متوقع، ستبلغ كلفة قضاء ليلة تحت سقف قصر فرنسي، والقيام برياضات محلية مثل ركوب الخيل ولعب البولو، ثمناً باهظاً.
وتختلف أسعار الغرف الأساسية خلال المواسم على نطاق واسع، إذ تتراوح بين 300 و 650 يورو في الليلة (335 دولاراً إلى 730 دولاراً). وقد تصل تكلفة الأجنحة إلى 5 آلاف يورو في الليلة (5600 دولار).
وعلى الأرجح أن قضاء ليلة أو ليلتين، هو وقت كافي لاكتشاف المكان، لا سيما إذا كانت الخيول ورياضة الفروسية ضمن قائمة اهتماماتك.