دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادةً ما يحتاج الأطفال الذين يُصابون بالتوحد إلى الكثير من الرعاية والاهتمام. فماذا يفعل طفلٌ بعمر 7 أعوام مصاب بالتوحد على متن طائرة بمفرده؟
وعندما اضطرت أليكسا بيورنسون إلى إرسال ولدها لاندون، والذي يبلغ من العمر 7 سنوات، بمفرده لزيارة والده في ولاية أخرى، كانت قلقة بعض الشيء، إذ يعاني لاندون من مرض التوحد، ومن المؤكد أن السفر بمفرده سيكون صعباً. ونظراً إلى أن الأم لا تعرف كيف سيتصرف ابنها بمفرده، قامت بإعطائه رسالة كي يقدمها إلى المسافر الذي يجلس بجواره على متن الطائرة.
وتذكر الرسالة أن لاندون يعاني من مرض التوحد، وقد يسأل باستمرار "هل وصلنا بعد؟". كما أرفقت 10 دولارات مع الرسالة للشخص الذي سيجلس بجانب ابنها، حتى يساعده على الشعور بالراحة والاطمئنان طوال الرحلة.
وقالت بيورنسون: "لقد فكرت كيف سأجعل الشخص الذي يجلس بجانبه لا ينظر إليه وكأنه عبء، بل يفكر عوضاً عن ذلك، بكيفية يمكن مساعدة الطفل خلال اليوم."
ولحسن الحظ، جلس لاندون بالقرب من رجل يدعى بن بيدرازا خلال الرحلة، ولم يكن بحاجة إلى أي حافز مادي حتى يستمتع برحلة رائعة مع لاندون. وكانت الرحلة متجهة من لاس فيغاس إلى ولاية أوريغون يوم الخميس.
وقال بيدرازا: "كنا نلقي النكات، وبعد مرور بعض الوقت، طلب مني أن أتوقف عن إطلاق "نكات الآباء".
في نهاية الرحلة، التقط بيدرازا صورة مع لاندون وأرسلها إلى والدة لاندون أليكسا مرفقة برسالة جميلة ومطمئنة :"لقد سأل (لاندون) بالفعل عما إذا كنا قد وصلنا بعد عدة مرات، لكنه كان مرافقاً رائعاً. لقد قضينا وقتاً ممتعاً، ولعبنا بعض الجولات من حجر وورق ومقص"، مضيفاً أنه "طفل رائع وأنت أم محظوظة."
وأضاف بيدرازا أن مبلغ الـ10 دولارات "لم يكن ضرورياً"، وأنه قد تبرع به لجمعية التوحد تكريماً للاندون.
كما قالت بيورنسون إنها "ممتنة للغاية" للطف بيدرازا اتجاه ابنها.
أما بالنسبة إلى الآباء الذين يسافرون مع أطفال مصابين بالتوحد، فيوصي مركز ماركوس للتوحد بحجز المقاعد المجاورة لممر الطائرة، وإحضار أغراض مسلية لإبقاء الأطفال مستمتعين، بالإضافة إلى إعداد خطط بديلة لتأخير محتمل في وقت الرحلات.