دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بقيت القصص غير المحكية عن التراث الفلسطيني تأرجح بين أزقة النسيان وتتخبط لتجد طريقاً لتسرد حكاياتها على مسامع الناس من شتى الجنسيات والأعراق.
ففي الوقت الذي يبحث فيه المهاجرون إلى أمريكا عن مساحة لعرض قصصهم، قرر الفلسطيني، بشارة نصار، أن يؤسس متحف "الشعب الفلسطيني" في العاصمة الأمريكية، واشنطن، للبوح بقصص فلسطينية غنية "بالتاريخ والفن النابض بالحياة"، على حد تعبيره.
أراد نصار من خلال هذا المتحف أن يفسح المجال أمام الفلسطينيين لمشاركة هويتهم مع الآخرين، مشيراً إلى أن الهوية الفلسطينية، كان يعبر عنها ويتكلم عنها آخرون حتى هذه اللحظة، لذا يسعى المتحف إلى دعوة الناس لرؤية "الفلسطينيين على حقيقتهم"، وإفساح المجال لهم بقول قصصهم من خلال أساليب مختلفة، على أمل أن يخلق ذلك حواراً جديداً عن الفلسطينيين.
ويستضيف العرض المؤقت في المتحف بعنوان، "Re-imagining A Future" ، أو "إعادة تخيل المستقبل" بالعربية، 5 فنانين فلسطينيين من "الشتات"، إذ يستخدم كل واحد منهم عدداً من وسائل وأنماط فنية مختلفة للتعبير عن أفكارهم أو ذاتهم.
ولا يقتصر المتحف على هذا العرض المؤقت فحسب، بل يتضمن عدداً من الأعمال الفنية المختلفة من حرف الزجاج القديمة في الخليل إلى صناعة الفخار والسيراميك والتطريز.
وركز المشروع الأول للمتحف على دعوة جميع الفنانين الفلسطينيين في الشتات لتقديم أعمالهم واختير بذلك الموضوع الأول للمشروع، والذي يركز على قضية إعادة تخيل المستقبل.
وأشار مدير المتحف إلى أن العديد من المشاريع الجديدة ستبدأ في موسم الخريف، لتضمن ورشات عمل ونقاشات كتب ومهرجانات سنيمائية.
أما فيما يتعلق بردود الفعل والتعليقات التي حصل عليها المتحف، فقال نصار إن الزوار ومهما اختلفت خلفيتهم، وجدوا قصصهم وحكاياتهم في القصص المحكية بالمتحف، إذ يحتضن المتحف الزوار من شتى الخلفيات والأجناس والأعمار.
ويرى نصار أن الفلسطينيين، وإن كان تاريخياً أو في الإعلام أو داخل الولايات المتحدة، عادة ما كان ينظر إليهم بصورة نمطية، إما "إرهابيين أو ضحايا" وذلك شتت الانتباه عن الثقافة والتاريخ "الغنيين"، إلا أنه يعتقد أيضاً بأن المتحف سيفتح الأبواب لتحرير الهوية الحقيقية للشعب الفلسطيني.