دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم تعتد مدونة الرحلات السياحية إيمي سيدر أن يغلق الباب في وجهها، فمشاركاتها عبر موقع التواصل اجتماعي "انستغرام" والتي تتمثل في تدوين رحلاتها ووجهاتها الساحرة قد أكسبتها جيشاً من المعجبين، وهو ما تتوق شركات السياحة إلى تحقيقه.
ولكن عندما اتصلت سيدر مؤخراً بأحد الفنادق في إيطاليا على أمل الحصول على إقامة مجانية مقابل الترويج للفندق عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، رُفض طلبها.
ويتخذ المؤثرون في مجال السياحة، كأمثال سيدر، من مشاركة تجاربهم السياحية عبر منصات التواصل الاجتماعي مهنة. وبذلك، يتمتع المدونون بميزات عديدة منها مكافآت مجانية، أو خصومات لترويجهم للأماكن أو المنتجات عبر حساباتهم الشخصية.
وشهدت السنوات القليلة الماضية "انفجاراً" نسبياً في عدد الأشخاص الذين يرغبون في السير على هذا النهج. وكان تأثير المدونين الملحوظ على العديد من وجهات الأشخاص الذين يخططون لقضاء العطلات بمثابة تأكيد على نجاح التجربة.
ولكن هذه الظاهرة قد وصلت إلى ذروتها، إذ ضاقت الفنادق وغيرها من المؤسسات في مجال السياحة ذرعاً بالمطالب التي يفرضها المؤثرون، وأصبحت تشك بشكل متزايد في مدى فعاليتهم تجارياً.
ويقع جزء من اللوم فيما يتعلق بخيبة الأمل، على عدد كبير من المواضيع الني نُشرت مؤخراً، والتي كشفت الخط الفاصل بين إلهام مجتمع الإنترنت والتسبب في غضبه الجامح.
وتوجه صاحب أحد النوادي في الفلبين، جيانلوكا كاساتشيا، إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في أبريل / نيسان ليكشف عن "الانتهازيين" من المؤثرين الذين هجموا على منشأته للحصول على الطعام، والمشروبات، والإقامة بالمجان.
وفي حالة أخرى، أثار زوجان تشيكيان كانا يزوران مقاطعة بالي بإندونيسيا حالة من الغضب بعد أن عبثا بالمياه المقدسة في أحد المعابد، ونشرا صوراً لهما على حسابهما الخاص بموقع "انستغرام" الذي يتابعه عشرات الآلاف.
ورغم أن تلك الحوادث لا تمثل العديد من المؤثرين، فقد ساعدت في تسليط الضوء على جانب يجهله الكثيرون، أي الواقع الصادم الذي يختبئ تحت سطح الخيال الحالم الذي يرتكز عليه موقع "انستغرام".
كما أنها تثير أسئلة حول استدامة الاتفاقات بين المؤثرين، ومجالات السياحة، وأنماط الحياة التي يدعمونها في مجال سريع التغير.
ورغم من أن تدوين رحلات السياحة ظاهرة حديثة، إلا أن هذا التدوين تطور بالفعل إلى نموذج أعمال ناضج، حيث يعمل المشاركون من الجانبين بجد لحماية علاماتهم التجارية والترويج لها.
ويقول العاملون في المجال إن هناك فائدة تجارية ملموسة من الاستعانة بالمؤثرين، شرط أن يتم اختيارهم بعناية.
وقال كيكو ماستورا، أخصائي العلاقات العامة في منظمة السياحة الوطنية اليابانية، لـCNN: "إذا كان المتابعون يضعون علامة الإعجاب ويعلقون على منشورات المؤثرين بنشاط،فهذا يدل على أنهم يستلهمون الوجهة من المؤثرين".
وأضاف ماستورا: "نحن نراقب التعليقات ونلاحظ عندما يقوم المستخدمون بإضافة حسابات أخرى أو تعليق على الوجهة، مما يوحي بأنهم يضيفونها إلى قوائمهم الافتراضية للسفر. ويعد شخص بمثابة مؤثر إذا تجاوزت نسبة المشاركة لديه 3.5٪."
وبالنسبة لبعض منافذ السياحة، يقدم المدونون وسيلة للترويج للمنتجات التي يمكن تجاهلها عبر القنوات التقليدية. حتى أولئك الذين يتابعهم 40 ألف شخص فقط يمكنهم إحداث تغيير.
ويقول مدير الاتصالات بهيئة السياحة في غرينادا، كيمرون كوريان إن منظمته "حققت الكثير من النجاح في التعامل مع المؤثرين على مستوى بسيط، والذين كشفوا عن بعض عروضنا على نحو فعال."
ومثل هذه المشاركة لا تأتي بثمن زهيد، إذ تغطي الرحلات المجانية في الكثير من الأحيان التجارب الفاخرة، مما يعني الكثير من الإنفاق على الفندق أو هيئة السياحة المعنية.