بكين (CNN) – تستعد الصين لافتتاح مطار ضخم جديد جنوب بكين، والذي يُعد ثاني أكبر مراكز الطيران ازدحاماً في العالم، كما سيُفتتح قبل الذكرى السبعين لجمهورية الصين الشعبية.
ومن المتوقع أن تقلع أول طائرة تجارية من مطار بكين داشينغ الدولي في 20 سبتمبر/أيلول، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام حكومية في الصين.
وسيفسح هذا المطار الجديد الطريق أمام المزيد من الرحلات من الصين وإليها، إذ عادة ما يصل عدد المسافرين في المطار الدولي الموجود حالياً في بكين إلى حده الاستيعابي الأقصى، مما يجعل فكرة زيادة رحلات في أوقات معينة، أمراً شبه مستحيل.
وفي عام 2018، مرّ أكثر من 100 مليون مسافر من المحطات الـ3 الموجودة في المطار، ما جعله المطار الثاني الوحيد في العالم، بنسبة ازدحام المسافرين، بعد مطار هارتسفيلد-جاكسون أتلانتا.
وصُمم المطار الذي بُني بمليارات الدولارات، من أجل المستقبل، إذ صممته المهندسة المعمارية الراحلة، زها حديد برفقة شركائها الصينيين، ليضم 4 مدرجات ومحطة بحجم 97 ملعباً لكرة قدم، خلال المرحلة الأولى من افتتاحه.
وسيضم المطار، روبوتاً للعمل في مجال خدمة العملاء، والذي من المفترض أن يقدم تحديثات للطيران ومعلومات عن السفر. ويتمثل الهدف التشغيلي الأولي "المتواضع" باستيعاب 72 مليون مسافر ومليوني طن من البضائع سنوياً بحلول عام 2025.
وتتطلب الخطة الضخمة والطموحة بناء 7 مدرجات، ونقل ما لا يقل عن 100 مليون مسافر، و4 ملايين طن من البضائع سنوياً في المطار.
ويُذكر أن بناء المشروع، الذي بلغت قيمته 11.5 مليار دولار، في عام 2014، تطلب أكثر من 40 ألف يد عاملة، كما يتضمن المطار لمسات مميزة للمصممة حديد، مثل إدخال الضوء الطبيعي المتلألئ من خلال 8 آلاف نافذة على السطح.
ويسعى المطار الملقب بـ "نجمة البحر" من قبل الإعلام الصيني الحكومي، بسبب شكله، إلى معالجة المشاكل التي يعاني بسببها المسافرون، مثل مسافات المشي الطويلة للوصول إلى البوابات وموقع المطار المزدحم.
ولذلك، وعدت الجهات المسؤولة في المطار بأن لا تتجاوز المسافة 600 متر، أي ما يعادل 8 دقائق من المشي، بين نقاط التفتيش والبوابات.
وقال المسؤولون إنهم لم يقموا ببناء مجرد مطار، بل قاموا ببناء مركز نقل متكامل أيضاً، يتضمن سككاً حديدية عالية السرعة من وسط المدينة إلى المطار أسفل المحطة مباشرة، كما أنه من المتوقع للقطارات بأن تسير بسرعة قصوى، تبلغ 160 كيلومتراً، ونقل الركاب إلى المدينة بأقل من 20 دقيقة.
ويرى البعض أن البناء الضخم سيفاقم التأخير في الرحلات الجوية في بكين، المصنفة بالفعل بالقرب من أسفل قوائم الأداء في الوقت المحدد بين المطارات في جميع أنحاء العالم. وليس هناك ما يشير إلى أن الجيش الصيني، الذي يسيطر على معظم المجال الجوي للبلاد، سيخفف من قبضته لمنح الطائرات مساحة أكبر للمناورة.
لكن، يتوقع المسؤولون التنفيذيون في شركات الطيران انخفاضاً في التأخير في المطار الجديد، بفضل تصميمه متعدد الاتجاهات للممر الذي يحسن الكفاءة التشغيلية في الجو، بالإضافة إلى موقعه جنوب بكين.