دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعهد الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل بأن يستقلّا طائرة تجارية خلال زيارتهما القادمة إلى جنوب إفريقيا، وذلك بعد أن واجها انتقادات لركوبهما الطائرات الخاصة لقضاء عطلاتهما الصيفية.
وبالنسبة إلى دوق ودوقة ساسكس، فإن الطيران التجاري يعني شيئاً مختلفاً تماماً عما نعتقده نحن، إذ لا يتمتع الثنائي الملكي بالامتيازات المقدمة لعملاء الدرجة الأولى فحسب، بل هناك صالات حصرية، وأفراد من طاقم الطائرة، يتم اختيارهم بعناية، ومداخل خاصة في المطارات، وسيارات بسائق خاص تنتظرهم على باب الطائرة.
إذاً، ما الذي يمكن أن يتوقعه الثنائي الملكي أثناء رحلتهما الجوية ضمن جولتهما الملكية الأولى في إفريقيا؟
ويذكر عضو سابق في طاقم الضيافة التابع للخطوط الجوية البريطانية اليوم الذي أقلع فيه الأمير هاري قبل عدة سنوات على متن الخطوط الجوية البريطانية، إذ أن الرحلة تمت على مستوى عالٍ من السرية.
وقال مضيف الطيران الذي لا يريد ذكر اسمه لـCNN إنه "بمجرد وصولنا إلى مطار هيثرو في لندن، كنا على أهبة الاستعداد قبل 5 دقائق من الهبوط، وكان (الأمير هاري) خارج الطائرة قبل أن تُضاء الأنوار (داخل الطائرة)".
ويتماشى هذا المستوى من الخصوصية مع خصائص عالم الطيران، إذ لا حاجة لاستقلال طائرة خاصة مع توفر خدمات كبار الشخصيات التي تقدمها شركات الطيران والمطارات في جميع أنحاء العالم. ويستطيع السياسيون والمشاهير، وحتى الشخصيات الملكية السفر على متن طائرة تجارية دون علم باقي المسافرين بوجودهم.
وتقول رئيسة المنتج في شركة "Black Tomato" لرحلات الطيران الفاخرة، كارولين أديسون، إن تكلفة طائرة خاصة داخل أوروبا تبلغ قيمتها حوالي 25 ألف دولار للرحلات الطويلة، بينما الرحلة من لندن إلى لوس أنجلوس قد يصل سعرها إلى 125 ألف دولار. ويستطيع فقط القليل من نجوم الصف الأول تحمل هذه الكلفة.
و يبدأ سعر تذكرة الدرجة الأولى على متن الخطوط الجوية البريطانية من لندن إلى لوس أنجلوس من مبلغ يعادل 3 آلاف و900 دولار. وتبدأ أسعار تذاكر رحلة دوق ودوقة ساسكس القادمة، إلى كيب تاون، من مبلغ يعادل 5 آلاف و71 دولاراً.
وتحتوي المطارات الرئيسية على أجنحة خاصة للمسافرين من الدرجة الأولى، وتمكنهم تلك الخدمة من تخطي طوابير تسجيل الوصول، والتفتيش الأمني، ومراجعة جوازات السفر، إذ يتم كل ذلك بخصوصية داخل الجناح.
وعلى سبيل المثال، هناك مطار لوس أنجلوس الدولي، والذي يوفر إجراءات السفر لكبار الشخصيات لأسباب واضحة. وافتتحت خدمة الجناح الخاص في عام 2017، وهي بوابة خاصة تُدار بشكل مستقل على الجانب الآخر من مدرج المطار الرئيسي.
وتوفر الخدمة نقل المسافرين مباشرةً إلى البوابة، واصطحاب أمتعتهم إلى نقطة التفتيش، ثم توصليهم إلى إحدى الأجنحة الفردية.
ويحتوي كل جناح على حمام خاص، ونظام ترفيه، ومنطقة مطبخ مزودة بثلاجة كاملة التجهيز. كما تتوفر الوسائد، وسدادات الأذن، وألعاب الأطفال التي يمكن اصطحابها على متن الطائرة، بالإضافة إلى توفر خدمة قائمة انتقائية كاملة.
ومن هناك، تتوجه عبر ممر خاص لمراجعة جوازات السفر ومن ثم إلى مدرج المطار، حيث تقوم سيارة من طراز "BMW 7" بنقلك إلى الطائرة، ويتم حمل أمتعتك اليدوية، وتستقل الطائرة قبل الركاب الآخرين.
ويتمتع مطار لندن هيثرو ببرنامج مماثل لكبار الشخصيات، مما يتيح لتلك الشخصيات المعروفة ركوب الطائرة دون القلق من وجود أي مصورين أو ركاب يحملون كاميرات تصوير في الأرجاء.
ويفضل المشاهير مقاعد الصف الأول داخل مقصورة الدرجة الأولى للخصوصية التي توفرها، ما لم تكن هناك حمامات في مقدمة المقصورة. ولكن إذا حجز مسافر عادي ذاك المقعد، فقد يكون هناك مشكلة.
ويوضح مضيف الطيران للخطوط الجوية البريطانية السابق أنه سيتم تغيير مقاعد الركاب العاديين دائماً من أجل شخصية سياسية أو شخصية ملكية.
ويقول المصدر الداخلي لـ CNN إن المعاملة التي يتلقاها أفراد العائلة الملكية البريطانية تعتمد على "موقعهم بالتسلسل الهرمي"، فالملكة لا تحمل جواز سفر، لذلك لا تخضع لإجراءات مراجعة جواز السفر، وتستخدم صالة ملكية خاصة عند سفرها عبر مطار هيثرو لندن.
كما يستطيع كبار أفراد العائلة الملكية، كأمثال دوق إدنبرة، استخدام الصالة الملكية أيضاً، على الرغم من أنه يتعين عليهم المرور عبر نقاط الهجرة والأمن هناك.
وبحسب المصدر، لا يمكن للجيل الجديد من العائلة الملكية، مثل ويليام، وكيت، وهاري، وميغان استخدام الصالة، ويتعين عليهم استخدام أجنحة "ويندسور" مع الشخصيات المهمة الأخرى.
ومع ذلك، إذا كانوا يسافرون في مهام رسمية، فيمكن أن تتم ترقيتهم، لذلك من المفترض أن تبدأ زيارة هاري وميغان لأفريقيا من داخل الصالة الملكية.
ومن المحتمل أن يحصل الثنائي الملكي على معاملة خاصة على متن الطائرة أيضاً. ويقول موظف شركة الخطوط الجوية البريطانية، الذي عمل على متن رحلة أقلّت الأمير هاري، إن المعايير ترتفع عندما يتواجد أحد أفراد العائلة الملكية على متن خطوط النقل الوطنية.