دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في إحدى السيارات رباعية الدفع، يجلس المصور السعودي، محمد سليمان الفالح، لخوض مغامرة جديدة والتقاطها بعدسة كاميرته.
ومن بين القبائل والقرى العديدة في أفريقيا، قرّر المصور السعودي التوجه في إحدى رحلاته إلى 3 قبائل مختلفة والتعرّف على عاداتهم وتقاليدهم الغربية، ولكن لفعل ذلك، كان عليه في بداية الأمر أن يجهز العديد من الأمور، من ناحية التنقل والترجمة.
وكانت رحلته قد بدأت من العاصمة الإثيوبية، أديس بابا، وانتقل بعد ذلك إلى قبيلة الهمر والكارا والمرسي بسيارة دفع رباعي. وفي رحلة حافلة بالمخاطر استغرقت يوماً كاملاً، فقد اضطر إلى اصطحاب قائد قبيلة ليستطيع التواصل مع القبائل ولحمايته منهم أيضاً، إذ كانت القبائل مسلحة في معظم الأحيان.
واستذكر الفالح القصص والعادات التي شاهدها في كل من القبائل الثلاثة، والتي قال إنه "انبهر واندهش" لرؤيتها، وخصوصاً أن الأشخاص الذين يتبعونها هم "أناس توقف الزمن عندهم"، على حد تعبيره.
وقضى المصور السعودي، 13 يوماً بين القبائل المختلفة ووثق عادات مختلفة لكل منها، ففي قبيلة المرسي، والتي وصفها بـ"الأخطر"، وثق المصور السعودي عادات شرب دم البقر، إذ تعتقد القبيلة بأن ممارسة هذه العادة في كل صباح "تعطيهم نوعاً من القوة لطرد الخوف والأرواح الشريرة"، على حد تعبير الفالح.
كما قال المصور السعودي، إن من أكثر الأشياء التي شدته هي "سوق الاثنين"، التي يأتي إليها الناس من مناطق مختلفة، وتكمن عملية البيع والشراء عن طريق المقايضة، إذ يعطى الملح مقابل الخشب، والذرة مقابل الماعز بحسب ما استذكره الفالح.
أما فيما يتعلق بعادات قبيلة الكارا، فقد قال المصور السعودي إن القبيلة التي "تعيش حياة هادئة"، ما زالت تتبع بعض العادات "الغريبة" مثل "المنجي"، وهم الرضع الذين تظهر أسنانهم العليا قبل السفلى، والذين يتم "تصفيتهم" على حد تعبير المصور، لأن القبيلة تعتقد بأنهم يجلبون "الأرواح الشريرة، واللعنة، وسوء الحظ".
وفي قبيلة الهمر، يقوم أعضاء القبيلة بالتعبير عن الحب عن طريق الضرب، إذ تعطي كل فتاة في القبيلة عصا للشخص الذي تقدره كثيراً، مثل الأب أو الأخ، ومن ثم يقوم ذلك الشخص بضربها على أسفل ظهرها، فكلما كانت الضربة قوية "كلما دل ذلك على الحب"، بحسب ما استذكره الفالح.
أما حفلات البلوغ في هذه القبيلة، فتستند إلى جعل الفتى الذي يستعد لمرحلة توديع الطفولة والدخول إلى عالم الرجال، يقفز على أكثر من 7 ثيران لإثبات بلوغه عند نجاحه بالقفز.
ولا تعتبر هذه الرحلة الأولى للمصور، إذ أشار إلى أنه سافر إلى أكثر من 30 بلداً، ووثق خلال رحلته عدداً من العادات والتقاليد المختلفة من أفريقيا إلى أمريكا الجنوبية.