دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد سانت هيلينا، وهي جزيرة بركانية صغيرة تقع في المحيط الأطلسي، أحد أكثر الأماكن التي يصعب الوصول إليها في العالم.
وهذا دفع البريطانيين إلى اختيار الجزيرة كسجن للإمبراطور الفرنسي السابق والقائد العسكري، نابليون بونابرت، الذي نُفي إليها في عام 1815.
ورغم أن نابليون لم يعش طويلاً للخروج من الجزيرة، إلا أن خدمة جوية جديدة، من مدينة نيويورك، على وشك تسهيل دخول وخروج السياح من سانت هيلينا.
وأطلقت الخطوط الجوية المتحدة رحلة جديدة، دون توقف، من نيوارك/ نيويورك إلى مدينة كيب تاون، بدءاً من 15 ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وبدورها، ستعمل شركة طيران "إير لينك"، ومقرها بجنوب أفريقيا، على تشغيل رحلاتها كل يوم ثلاثاء، بدءاً من 3 ديسمبر/ كانون الأول 2019 إلى 25 فبراير/ شباط 2020، وذلك باستثناء عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
ويُشار إلى أن هذه الجزيرة البركانية لم تكن على قائمة شركات الطيران التجارية سوى في عام 2017، حيث كانت سفينة "RMS St. Helena" الرابط الوحيد بين سانت هيلينا والعالم الخارجي.
وفي كل ثلاثة أسابيع، تقوم السفينة برحلة، مدتها 5 أيام ونصف، من جزيرة سانت هيلينا إلى مدينة كيب تاون.
ورغم استعداد الجزيرة لافتتاح أول مطار لها على الإطلاق في عام 2016، إلاّ أنها واجهت عائقاً غير متوقعاً، وهو رياح جنوب المحيط الأطلسي.
وفي مايو/ أيّار 2016، اعتزمت شركة الطيران "Comair"، ومقرها بجنوب أفريقيا، أن تبدأ رحلاتها باستخدام طائرة "بوينغ 800-737". ولكن، لوحظت مشكلة المقص الهوائي، بمجرد محاوة الطائرة الهبوط.
وعند الهبوط من جهة الشمال، تؤثر المقصات الهوائية على الطائرة. وفي حال قدوم الطائرة من الجنوب، فهذا يعني وجود مشكلة الرياح الخلفية، مما يستدعي إلى وجود مدرج أطول للهبوط.
وبالطبع، لا يزال بإمكان الطائرات الصغيرة الهبوط، ولكن قيود الحجم والوزن تعني أن المسار غير اقتصادي بالنسبة لمعظم شركات الطيران.
وأيدّت "Atlantic Star Airlines"، وهي شركة أسسها طيارو الخطوط الجوية البريطانية بغية ربط سانت هيلينا بالمملكة المتحدة، استخدام طائرات "Avro RJ100"، التي لديها القدرة على الهبوط على مدارج قصيرة جداً.
يُذكر، أنه يبلغ عدد سكان هذه الجزيرة، التي تُعد بمثابة "جنة مفقودة"، حوالي 4500 نسمة. وتتميز سانت هيلينا ببيئة طبيعية غير ملوثة، حيث تسنح لك مياهها فرصة مشاهدة الحيتان والدلافين.
وبالطبع، تتميز عاصمتها الخلابة، والمعروفة بـ"جيمس تاون"، بالعديد من المواقع التاريخية، التي ترتبط بدور الجزيرة سابقاً كقاعدة بحرية ملكية لمكافحة العبودية.
وترحب سانت هيلينا بمجموعة صغيرة من الزوار الفرنسيين، الذين يميلون لرؤية المواقع المرتبطة بإمبراطور بلادهم السابق، نابليون بونابرت.
ويُعد "Longwood House" من بين أحد الأماكن التي يزورها الفرنسيون، حيث كان يعيش نابليون في عام 1821، بالإضافة إلى "The Briars"، وهو أول سكن له بالجزيرة. وأخيراً، مكان دفنه في "The Valley of the Tomb"، وذلك قبل إعادة رفاته إلى موطنه.
صحيح أن الجزيرة كانت في منتصف أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم، ولكن أصبح المحيط، الذي ربطها سابقاً بمركز التجارة والثقافة، بمثابة عائق هائل في وقت لاحق.
وفي الوقت الذي تستعد فيه الجزيرة لمزيد من الانفتاح على العالم، لا تزال سانت هيلينا تبرز كوجهة مفضلة للسياح، فهي كنز مخفي بانتظار اكتشافه.