دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- يعتقد مؤرخ فرنسي وجندي سابق أن الهيكل العظمي ذو الساق الواحدة، والذي اكتشفه فريق من علماء الآثار، في يوليو/ تموز الماضي، يعود إلى أحد جنرالات نابليون بونابرت، وهو الجنرال تشارلز إتيان غودان.
واكتشف فريق من علماء الآثار الفرنسيين والروس هذا الهيكل العظمي، البالغ من العمر 200 عام، في يوليو/ تموز الماضي، خلال عملية تنقيب في مدينة سمولينسك الروسية، والتي تقع على بعد حوالي 250 ميلاً إلى الغرب من العاصمة الروسية، موسكو.
ويقول بيير مالينوفسكي، الذي قاد عملية الحفر، لـ CNN، إنه فور اكتشاف الرفات، سافر من موسكو إلى مارسيليا ليلاً، وبحوزته جزء من عظم الفخذ والأسنان داخل حقيبة سفره لمقارنة الحمض النووي للرفات بالحمض النووي لذوي الجنرال الفرنسي: والدته، وأخيه، وابنه.
وأكد مالينوفسكي أن "البروفيسور في مارسيليا أجرى اختباراتٍ مكثفة والحمض النووي كان متطابقاً بنسبة 100%".
وصرحت الكرملين لـ CNN أن الرئيس الروسي بوتين قد أبدى اهتماماً شخصياً بمتابعة التطورات.
وتم طلب استخراج الرفات بواسطة قصر الإليزيه، وهو المقر الرئيسي لرئيس الجمهورية الفرنسي، وحرص على إحضار الرفات إلى فرنسا لإجراء اختبار الحمض النووي.
وسافر مالينوفسكي من موسكو إلى مرسيليا وبحوزته عظم الفخذ وأسنان من الرفات داخل حقيبته.
وأوضح مالينوفسكي أنه كان "قلقاً" و "متوتراً" لأنه لم يكن لديه أي أوراق رسمية تتعلق بنقل العظام، لذا اعتقد أنه قد يقبض عليه من قبل شرطة المطار، وأضاف :"ليس كل يوم تسافر مع رفات بشرية في حقيبتك".
وبمجرد وصوله إلى فرنسا، سلّم مالينوفسكي العظام إلى البروفيسور ساينولي في مرسيليا، والذي أجرى "اختبارات الحمض النووي على نطاق واسع".
وتطابق الحمض النووي بنسبة 100% مع حمض النووي لوالدة الجنرال،وأخيه، وابنه.
وأشار مالينوفسكي إلى أنه معجب بنابليون، ولطالما كان مبهوراً بالحملة العسكرية التي وقعت عام 1812 عندما غزا الفرنسيون روسيا.
وقال مالينوفسكي إنه أراد "العثور على شيء يمس هذا الجزء من التاريخ بين بلدينا"، مثل رفات جندي، لذا قام ببحث مكثف واكتشف أن نابليون كان لديه صديق مفضل، غودان، والذي يبدو أن التاريخ نسيه مع مرور الوقت.
وأوضح مالينوفسكي أن هناك شارع في باريس يحمل اسم غودان، وأنه يملك شخصية رائعة، لذلك أراد أن يعرف ما حدث له.
وأضاف مالينوفسكي: "قرأت أن نابليون بكى عندما توفي. دفن في حديقة سمولينسك لأنه لم يكن لديه الوقت لأخذ الجثة معه، كما خطط لإعادة لاحقاً ولكن ذلك لم يحدث لأن كان عليهم التراجع."
وبعد معرفة تلك المعلومات، صمم مالينوفسكي على العثور على رفات غودان.
واستأذن مالينوفسكي من الكرملين للحصول على الموافقة لبدء عملية البحث. وقال إن مسؤولاً سمح بعملية البحث وتمنى له التوفيق.
وقال مالينوفسكي لم يصدق أحد هذه القصة، وكان ذلك بمثابة محفزٍ له، ووجد فرق من الخبراء، وحضّر مشروعاً بدأ في شهر مايو/ آيار في روسيا".
وبعد مرور شهرٍ واحد، وجد فريق الخبراء ما كانوا يبحثون عنه.
وكان مالينوفسكي في فرنسا عندما تلقى مكالمة من صديقٍ كان يشرف على فريق علماء الآثار، وقاله صديقه: "بيير، لقد وجدنا نعشاً خشبياً، وهناك رأس في الداخل".
ولم يضيع مالينوفسكي أي وقت، واشترى تذكرة طيران، وهرع إلى هناك ليلقي نظرةً بنفسه، بحسب ما قاله.
وكان مالينوفسكي متشوقاً لمعرفة ما إذا كان النعش لغودان، ولكن كان عليه انتظار عملية استخراج الرفات.
وتوفي غودين بسبب الغرغرينا، وهو نوع من أنواع موت الأنسجة، بعد بتر ساقه خلال غزو نابليون الفاشل لروسيا في عام 1812.
وكان مالينوفسكي يعلم علم اليقين أنه إذا كان الهيكل العظمي يفقد ساقاً، فمن المؤكد أنه الجنرال المفقود، وقال: "الهيكل العظمي يفقد ساقاً، أصبت، لقد كان هو".
ويعتقد مالينوفسكي أنه سيتم دفن رفات غودان في "ليه إنفاليدس"، وهو مجمع تاريخي يضم المتاحف والمعالم العسكرية في باريس، حيث يرقد نابليون.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لـCNN، أن "هذه القصة معروفة، وقام علماء الآثار الروس والفرنسيون بعمل رائع بدراسة جميع الوثائق وإجراء عمليات حفر مشتركة".
وأضاف بيسكوف أنه "بقدر ما فهمت، أكدت جميع الاختبارات أن هذا هو بالفعل الجنرال غودان.
وتابع بيسكوف أن "فلاديمير بوتين يدرك ذلك بالفعل، وبالطبع في حالة ما إذا كان الجانب الفرنسي أظهر اهتماماً بهذا فإننا على استعداد لتقديم التسهيلات [شحن الرفات]"