دبي، الإمرات العربية المتحدة (CNN) -- اكتسبت العاصمة المصرية القاهرة لقب مدينة الألف مئذنة، لتضمنها العديد من المساجد التاريخية من أزمنة مختلفة، ومن بين مآذنها تبرز مئذنة مسجد أحمد ابن طولون بطراز لا مثيل له في مصر. وفي هذه السلسلة، يوثق مصور مصري عمارة مسجد ابن طولون بمنظور مختلف.
وقال المصور المصري هشام توحيد لموقع CNN بالعربية إنه قرر توثيق مسجد ابن طولون من أجل الاحتفاظ بشكله المعماري وتفاصيله، للحفاظ على أثر مهم في تاريخ مصر.
ويقع مسجد وجامع ابن طولون في حي السيدة زينب بالقاهرة، ويعد ثالث جامع بُني بمصر، بحسب موقع الهيئة العامة للإستعلامات.
أما عن تاريخ المسجد، فقد أسسه مؤسس الدولة الطولونية، أحمد ابن طولون، عام 879 ميلادي، فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، بمدينته "القطائع"، ليكون مسجداً جامعاً وقت صلاة الجمعة، بحسب ما ذكره توحيد.
وكان لنشأة ابن طولون في العراق أثراً في نقل الأساليب المعمارية العراقية إلى مصر في عهده، والتي تطغى على عمارة المسجد سواء من ناحية التصميم أو من ناحية التخطيط والزخرفة، بحسب موقع الهيئة العامة للإستعلامات.
ويشتهر الجامع الطولوني بمئذنته الوحيدة من نوعها والتي لا يوجد مثيل لها بين المآذن في مصر.
وصممت المئذنة، التي يبلغ ارتفاعها 40.44 متراً من سطح الأرض، على طراز المئذنة الملوية في مدينة سامراء العراقية، ويلتف حولها سلم خارجيّ يصل إلى سطحها.
وأشار توحيد إلى أن المسجد الطولوني يعد أقدم مساجد مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية.
وتبلغ مساحة المسجد حوالي 6 أفدنة ونصف، ويتوسط المسجد صحن كبير، وهو فناء مكشوف مربع، طول ضلعه 92 متراً، تحيطه 4 إيوانات من الجهات الأربع، وأكبرها وأعمقها إيوان القبلة، الذي ينقسم إلى 5 أروقة.
وفي عهد السلطان المملوكي لاجين، عام 1296ميلادي، شيدت الميضأة، أي المكان المخصص لعملية الوضوء، بوسط الصحن، ويعلوها قبة مدببة بنيت بالطوب الأحمر، ويبلغ ارتفاعها حوالي 33 متراً، إضافةً إلى منبر الجامع بجوار المحراب، ومئذنة المسجد التي بنيت في موقع المئذنة القديمة بعد تهدمها، في الزاوية الشمالية الغربية.
وتتميز جدران محراب المسجد بالفسيفساء الرخامية، ويعلوها شريط من الزخارف الزجاجية عليها كتابات بالخط النسخي، وترجع إلى عهد السلطان لاجين، كما توجد 5 محاريب جصية أخرى بالمسجد، بحسب موقع الهيئة العامة للإستعلامات.
ويعد جامع ابن طولون من أكبر الجوامع في مصر، إذ تبلغ مساحته الكلية شاملة الزيادات 26 ألف و318 متراً مربعاً.
ويحيط بالجامع من جهة الشمال، والجنوب، والغرب سور كبير تفصله مساحة مكشوفة عن جدران المبنى تعرف بـ"الزيادة"، على طراز جامع سامراء في العراق.
واستعان توحيد بتقنية المونوكروم في معظم الصور، والتي تعتمد على عنصر التباين الذي يجذب العين إلى التفاصيل البارزة، مثل تفاصيل تيجان الأعمدة المزينة بالزخارف الهندسية والنباتية.
كما حرص توحيد على توثيق المسجد الكبير من زوايا مختلفة، ليضع بصمته الخاصة على المسجد التاريخي، والذي ساعد تصميمه المعماري المذهل على إخراج الصور بهذا الشكل، بحسب ما ذكره.
ويرى توحيد أن التوثيق بالصور الفوتوغرافية يشكل مرجعاً أساسياً في عملية استرجاع الآثار التاريخية كما كانت في حال تعرضها لأي أضرار، بحسب ما قاله توحيد.