دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مجموعة صور فوتوغرافية، تكمن تفاصيل جمالها في سكونها، وسورياليتها، وروحانيتها.. مساجد تاريخية تجدها على طرق مختلفة، تربط بين مدن المملكة العربية السعودية، كانت قد دفعت المصور السعودي، معاذ العوفي، أن يطرح على نفسه ألف سؤال وسؤال، حول سبب بنائها وهجرها.
وفي عام 2014، أي على مدار 6 سنوات متواصلة، حزم العوفي معدات التصوير وخرج من منزله مسافراً لتوثيق ما يزيد عن 120 مسجداً بالبلاد، في سلسلة فوتوغرافية تُعرف باسم "التشهد الأخير".
وبحسب ما جاء في موقع المصور السعودي، توثق هذه السلسلة الفوتوغرافية المساجد، التي بناها فاعلو الخير، بهدف توفير الملاذ للمسافرين.
ويتميز التصميم الخارجي للمساجد بالبساطة، كونها بُنيت باستخدام المواد المتوفرة في البيئة المحيطة، وأحياناً استُخدمت مواد الزنك، والحديد، كأحد عناصر التشييد والعمران.
ومثل حال تصميمه الخارجي، يمكنك تخميين شكل تصميم المسجد الداخلي الذي يحمل معه أيضاً طابعاً من البساطة.
وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال معاذ العوفي: "الهدف هو إعادة التفكير في الاحتياجات الضرورية لبناء هذه المساجد وتنظيمها بشكل مدروس، بهدف ألّا تتعرض للهجر والتدمير، وأن تُبنى بشكل مستدام إذا دعت الحاجة".
ولم يواجه المصور السعودي الكثير من التحديات، فغالبيتها تكمن بالإضاءة والحصول على الضوء المناسب من الشمس، كما يضطر العوفي أحياناً إلى إعادة التقاط بعض الصور، مما يحتم عليه السفر مجدداً.
وكانت هذه الصور قد عرضت في عدد من المعارض والمراكز المختلفة، منها معهد العالم العربي في باريس، ومتحف "يوتا" للفنون المعاصرة، والمجلس الفني السعودي بجدة، وفن جميل في دبي، إضافة إلى متحف فيلا "إمباين" في بلجيكا.
واليوم، تُعد هذه السلسلة الفوتوغرافية ضمن المعرض المتنقل، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني، والذي تجول في بريطانيا والخليج، وسيكون قريباً في العاصمة الرياض.
ولا يزال مشروع "التشهد الأخير" مستمر حتى يومنا هذا.. وبدوره، أوضح المصور السعودي أنه لاحظ العديد من المبادرات الحكومية للعناية بهذه المساجد، منها مبادرة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لترميم المساجد التاريخية.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أوامر تأهيل وترميم 130 مسجداً تاريخياً، عام 2018، ضمن برنامج "إعمار المساجد التاريخية"، الذي تُشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية.