دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مشاهدة الفئران في العادة قد تكون أمراً مثيراً للاشمئزاز، ولكن بلقطته لفأرين يتصارعان على رصيف مترو أنفاق لندن، يأمل مصور شاب أن تسهم صورته الحائزة على جائزة التصوير المرموقة في تغيير هذا التصور.
واختيرت اللقطة، بعنوان "Station Squabble"، والتي تُترجم إلى "شجار المحطة"، للمصور سام رولي، من بين أكثر من 48 ألف صورة مشاركة لنيل جائزة تصوير الحياة البرية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بتصويت الجمهور.
وتعرض اللقطة مشهداً لفأرين يبدو أنهما يتقاتلان من أجل القليل من فتات الخبز على أرضية رصيف محطة مترو الأنفاق.
وقال رولي، الباحث في هيئة الإذاعة البريطانية والبالغ من العمر 25 عاماً، لـCNN، إن "الجميع يعرف بوجود الفئران بمترو أنفاق لندن، ولكنني لا أعتقد أن هناك من رأها بهذه الطريقة من قبل".
وأكد المصور أنه حصل على عدد من "النظرات الغريبة" من المتنقلين أثناء تمدده على الأرض، بمختلف محطات مترو الأنفاق وسط لندن، مشيراً إلى أن هناك من تساءل بشأن الموضوع بكل اهتمام ولطف.
وأعلن عن فوز لقطة رولي بجائزة مصور العام لفئة الحياة البرية، "LUMIX People's Choice Award"، في 12 فبراير/شباط، والتي تم اختيارها من بين قائمة نهائية تضم 25 صورة.
واستوحى رولي فكرة لقطته الفائزة من مقطع فيديو لفأرين يتشاجران أرسله له صديقه بينما كان في طريقه إلى المنزل.
وبعد ذلك أمضى رولي حوالي أسبوع في زيارة أرصفة محطات مترو الأنفاق في المساء، والمكوث بها حتى الساعات الأولى من الصباح.
وأوضح رولي أنه في البداية شعر بخيبة أمل شديدة إزاء الصورة التي تمكن من الحصول عليها، مضيفاً أنه "قدّرها" مع مرور الوقت.
وأشار رولي أنه "مع وجود غالبية الأشخاص في المناطق الحضرية والمدن اليوم، يتعين عليك أن تروي قصة ارتباط الأشخاص بالحياة البرية"، مضيفاً أن "الحياة البرية رائعة، وأعتقد أننا بحاجة إلى تقدير الحيوانات الأصغر التي يفترض أن تعيش معنا".
وقال مدير متحف التاريخ الطبيعي في لندن، مايكل ديكسون، إن صورة الفأرين المتصارعين "توفر لمحة رائعة عن كيفية عمل الحياة البرية في بيئة يسيطر عليها البشر".
وأضاف ديكسون في بيان صحفي أن "سلوك الفئران يتشكل من روتيننا اليومي، ووسيلة النقل التي نستخدمها، و الطعام الذي نتخلص منه"، مشيراً إلى أن"الصورة تذكرنا بأنه على الرغم من أننا قد نتجول أمام الفئران كل يوم، إلا أننا بطبعنا كبشر نرتبط بالطبيعة الموجودة أمامنا".
ويأمل ديكسون أن تلهم تلك الصورة الأشخاص للتفكير في هذه العلاقة وتقييمها أكثر، بحسب ما ذكره في البيان.
التعرّف على مشاهد من جميع أنحاء العالم
وأُثني على 4 لقطات أخرى، من بينها صورة لإنسان الغاب أُجبر على المشاركة بعرض في بانكوك، وأخرى لفهدين يحملان أفعى أناكوندا بين أنيابهما في البرازيل، وصورة تجمع وحيد القرن مع حارسٍ في كينيا، بالإضافة إلى صورة لمجموعة من غزلان الرنة البيضاء في القطب الشمالي.
وأُثني بشدة على لقطة المصور آرون جيكوسكي لإنسان الغاب يرتدي قفازات الملاكمة والذي أجبر على المشاركة بأداء عرض للملاكمة.
والتُقطت الصورة بمنتزه "Safari World" في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث توقفت العروض لفترة قصيرة خلال عام 2004 بسبب الضغط الدولي، ولكنها تستمر الآن بشكل يومي.
وبعد ترشيحه للجائزة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كتب جيكوسكي عبر صفحته بموقع "انستغرام": "كل يوم، يراقب المئات من الأشخاص (إنسان الغاب) خلال الملاكمة، والرقص، ودق الطبول، وتأديته لحيل أخرى لا معنى لها".
وأضاف جيكوسكي أن "مثل هذه العروض تكون مرهقة بشكل لا يصدق لحيوانات إنسان الغاب، فهي مخلوقات لطيفة ومعزولة. ومع ذلك، حتى يقرر الأشخاص عدم زيارة أماكن تستغل الحيوانات بهذه الطريقة، فإن العروض ستستمر".
وأثني كذلك على لقطة للمصور فرانسيس دي أندريس تعرض مجموعة من غزلان الرنة البيضاء بالكاد يمكن رؤيتها تحت ظروف المناخ المتجمد في سفالبارد، وهو أرخبيل نرويجي في القطب الشمالي.
وأثني على صورة أخرى لفهدين يحملان أفعى أناكوندا بين أنيابهما، التقطها المصور ميشيل زوغزوجي في البرازيل.
كما تضمنت القائمة النهائية لقطة للمصور مارتن بوزورا، تظهر حارساً يرعى صغير وحيد القرن في شمال كينيا.