دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل هي من صنع الطبيعة الأم أم من صنع الإنسان؟ قد يخطر في بالك هذا السؤال عند رؤيتك لهذه الهياكل الدائرية الحجرية من بعيد، والتي تتوزع لتشكل مشهداً غامضاً من حولك. وشدّت هذه الهياكل انتباه المصور مايكل غلينيست الذي وثقها عبر كاميرته.
وبدأ حب غلينيستر للتصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، ولكنه لم يستطع العمل في هذا المجال بدوام كامل إلا في عام 2005، وذلك بعد أن أهدى نفسه كاميرا في عام 2001 بعد بيعه لإحدى أعماله التجارية.
ومنذ وصوله إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015، انجذب المصور من جنوب أفريقيا مايكل غلينيستر إلى زيارة المناطق والمباني التاريخية وتوثيقها عبر كاميرته.
ومن المناطق التي استكشفها في البلاد هي مدافن جبل حفيت التي تقع في مدينة العين.
توثيق "الخلود" عبر الصور
وأشعل صديق غلينيستر فضوله عندما أشار إلى وجود مدافن تاريخية في البلاد.
وفي حديث مع موقع CNN بالعربية، قال غلينيستر: "حددنا الموقع التقريبي على خرائط غوغل، وانطلقنا للعثور عليه. وكانت رحلة صعبة لا تناسب إلا سيارات الدفع الرباعي، ومع ذلك، وجدناها في النهاية".
ومن خلال صوره، أراد المصور توثيق "الخلود" الذي يتميز به هذا الموقع الأثري.
وعند النظر إلى السهول باتجاه جبال الحجر التي تمر عبر الإمارات وعمان، قال المصور: "يكاد يستطيع المرء تخيل الأشخاص القدماء وهم ينظرون إلى السافانا. نعم، منذ 5 آلاف عام، كانت لا تزال هناك أعشاب تنمو في الصحراء".
وخلال مسوحات اُجريت في المنطقة الغربية لأبوظبي، أظهرت النتائج كون المنطقة مغطاة بسهول السافانا في الماضي، وأنها كانت غنيّة بالأشجار، والأنهار بطيئة الحركة مثل منطقة شرق أفريقيا اليوم تماماً، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأضاف المصور: هناك الكثير من التاريخ هناك، وكان عليّ نقل قطعة صغيرة من ذلك على الأقل".
تبدو مثل "خلايا نحل" صخرية
وبُنيت هذه المدافن بعدد من الحجارة متحدة المركز، والتي تضيق باتجاه الأعلى لتشكل قبة، وهي تشبه خلايا النحل إلى حد كبير، وفقاً لما قاله غلينيستر.
وتتكون هذه الهياكل المقببة التي تحاكي خلايا النحل من حجارة غير مشذبة يتراوح ارتفاعها بين 3 إلى 4 أمتار، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وتم العثور على 125 مدفناً منذ بدء البعثة الدنماركية لعملية التنقيبات في مدافن جبل حفيت في عام 1959، ويعود تاريخ هذه المدافن إلى العصر البرونزي، بينما تُرجح عملية بنائها في الفترة ما بين 3 آلاف و200 عام وألفين و700 عام قبل الميلاد، بحسب الوكالة.
ومن الجدير بالذكر أنه تم إدراج هذا الموقع ضمن قائمة التراث العالمي عام 2011 .
وأشار المصور إلى أن العين مدينة رائعة لزيارتها عندما يتعلق الأمر بالمواقع التاريخية.
ومن المواقع الأخرى التي ينصح غلينيستر بزيارتها أيضاً هي قلعة الجاهلي، وقلعة المويجعي، وسوق القطارة، وواحة العين.
وأكّد المصور: "تحتوي العين على عدد كبير من المواقع التاريخية، وهي يجب أن تكون ضمن قائمة الأماكن التي يجب رؤيتها واستكشافها للجميع".
وحتى الآن، شارك المصور بأعماله في 3 معارض تعاونية في الإمارات، ومن المقرر إطلاق معرضه المنفرد الأول في مركز "تشكيل" بدبي في أبريل/ نيسان من هذا العام.