دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثناء جولة تصويرية في دبي، شعرت المصورة علياء الشامسي بالتعب من المشاهد المألوفة التي كانت تُحيط بها. ولذلك، قررت أن تضيع بين رحاب المدينة. ومن كان يعلم أن كون المرء ضائعاً قد يفتح الأبواب إلى جواهر مخبأة؟
وكان والد المصورة الإماراتية علياء الشامسي الشخص الذي عرّفها إلى عالم التصوير الفوتوغرافي، إذ كان يعشق التصوير.
ومع أنها حصلت على كاميرتها الأولى وهي في السابعة من عمرها، إلا أن الشامسي لم تدرك أنها تحب التصوير بدرجة كافية لتحويله إلى مهنة إلا في العام الأول من مباشرتها لدراستها الجامعية.
وتحصل الشامسي على إلهامها مما هو دنيوي، إضافةً إلى الأشياء "غير المألوفة"، بحسب تعبيرها.
ونشأ عن ذلك مشروع يُدعى "بناية منسية" وثّقته في دولة الإمارات.
جواهر خفيّة بدبي قد مررت بجانبها دون أن تلاحظ
ووُلد هذا المشروع الفوتوغرافي خلال جولة تصويرية أخذتها الشامسي، التي تعمل حالياً كمديرة البرامج الثقافية بالإنابة باللوفر أبوظبي، في دبي.
وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت الشامسي: "كنت متعبة من الأماكن المألوفة، وقررت أن أضيع. وانتهى بي المطاف في مكان ما في دبي القديمة".
وهناك، اندهشت الإماراتية، التي عملت كمصورة صحفية في السابق، لرؤية مباني فريدة من نوعها لا يتخيلها أحد عند التفكير بخط أفق دبي.
وأوضحت الشامسي: "هي جواهر خفيّة وغنيّة جداً بالتفاصيل المعمارية التي تذكّرنا بالأعوام الأولى للتنمية الحضرية".
في دبي جوانب حضرية أكثر من أبراجها اللامعة
وخلال هذا المشروع، وثّقت المصورة مختلف الهياكل المعمارية في دبي القديمة في منطقة ديرة، كما أنها وثّقت بعض الأحياء التي لم تعد موجودة بعد الآن.
ولذلك، تُعد بعض صورها عبارة عن أرشيف حضريّ أكثر من كونه مباني منسية في المدينة.
ومن خلال إظهارها للإرث المعماري لدبي، ترغب المصورة في أن تُبيّن أن المشهد الحضري في المدينة لا يقتصر على ناطحات السحاب فقط، فهو يتضمن بنايات خفيّة لا تتطلب رؤيتها سوى المشي بعيداً عن المسار المعتاد.
وبُنيت الهياكل التي وثقتها الشامسي بين خمسينيات وثمانينيات القرن العشرين.
وتزدخر دبي، التي تحتضن برج خليفة الأطول في العالم، بالعديد من ناطحات السحاب المُثيرة للإعجاب.
ومع ذلك، ترى المصورة أن المباني التي وثقتها في دبي القديمة مميزة بطريقتها الخاصة.
وقالت إن تلك المباني "لا تلتزم بالضرورة بنمط واحد من الهندسة المعمارية. وتُعد كل واحدة منها مختلفة وفريدة بطريقتها الخاصة".
وتعكس تلك المباني تنوع المهندسين المعماريين الذين ابتكروا هذه المشاريع، وهي "تعكس حقاً تنوع المدينة"، حسب ما قالته.