دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما شارك قطب الإعلام الأمريكي ديفيد جيفن، الشهر الماضي، صورةً لليخت الفاخر الخاص به في عرض البحر، معلقاً "معزولُ في جزر غرينادين"، فإنه يمكن القول أن المنشور قد أثار بغض البعض.
وشعر الكثيرون أن الملياردير الأمريكي لا يبالي لوضع غيره، وأشاروا إلى أن العزلة الذاتية على يخت فاخر بقيمة 590 مليون دولار خلال جائحة فيروس كورونا لا يبدو وكأنه وضع يتطلب الكثير من المشقة.
وفي الواقع، كانت ردود الفعل قوية للغاية، ما اضطر جيفن لحذف المنشور من على حسابه الشخصي بموقع "انستغرام"، والذي تضمن عبارة: "آمل أن يبقى الجميع في أمان."
ومع ذلك، ظهرت قصص مختلفة عن صعود أصحاب الثروات إلى طائراتهم الخاصة، والذهاب لقضاء الحجر المنزلي على متن يخت فاخر.
ولكن، نظراً لقيود السفر المستمرة في جميع أنحاء العالم، هل من الممكن تشغيل اليخوت في الوقت الحالي؟
وبالنسبة لأصحاب اليخوت، الذين لديهم طاقم كامل متمركز في موقع مخصص، حيث يمكن نقل الإمدادات إليهم، يبدو أنه ممكن للغاية، وإن كان نادر الحدوث.
وأكد روبرت كونور، من وكالة توظيف الطواقم الإحترافية "Luxury Yacht Group LLC" لـ CNN، أن هناك بعض أصحاب اليخوت الذين اختاروا العزلة على متن اليخوت الخاصة بهم.
"الملاذ الأروع"
وقال كونور إنه "عندما تكون على متن اليخت الخاص بك وسط طاقم تعرفه جيداً، فإنك ستشعر وكأنك في واحةٍ رائعة بعيدة عن الوضع المجنون الذي يعيشه العالم".
أما عن إمكانية البقاء على اليخوت، أوضح كونور أنه: "لدى العديد من اليخوت الكبيرة إمدادات لرحلات طويلة المدى، ويمكن لأنظمتها الهندسية دعمها لأشهر في بعض الأحيان، كما أن معظم أفراد الطاقم يتمتعون بتدريب طبي".
وبحسب كونور، فإن أولئك الذين يعزلون أنفسهم على متن اليخوت الخاصة بهم لا يبحرون بها.
وبدلاً من ذلك، فإنهم "يلتزمون بمجموعة جزر حيث يمكنهم تلقي موارد الشحن الجوي" ويخططون للبقاء هناك حتى يتم رفع قيود السفر العالمية.
وبينما أعرب عدد قليل من العملاء عن اهتمامهم بمخططات اليخوت طويلة الأجل لغرض العزلة الذاتية، فهذه ليست خدمة تستطيع الشركة تقديمها حالياً نظراً لمستوى المخاطر التي تنطوي عليها.
ويشرح كونور قائلاً: "لقد تغيرت حقائق هذا المرض بسرعة كبيرة بحيث لا يستطيع أي شخص اتخاذ قرارات تتضمن استئجار يخت حيث لا يعرف العميل التاريخ الصحي للطاقم أو للمالك".
ومع ذلك، يبدو أن هناك بعض وسطاء اليخوت الذين يواصلون تقديم عروض الاستئجار في ظروف خاصة.
وتأمل وكالة "Luxury Yacht Group" أن توفر تجربة مماثلة عندما تكون شركات تأجير اليخوت قادرة على إجراء اختبارات كافية على كل من الركاب والطاقم.
وأشار كونور إلى أنه بمجرد أن تتوفر اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا أو ما يُعرف بـ"كوفيد-19" للأشخاص الذين أصيبوا بالمرض واختبارات المرض الفعلي ذاته، سيكون اليخت بمثابة "الملجأ الأكثر إدهاشاً على الإطلاق."
وبالنسبة للكثيرين منا، يبدو العيش على متن يخت ضخم في مكان غريب وكأنه "ملاذ مذهل" للعزل الذاتي، لذلك ليس من الغريب أن يحرص العملاء الأثرياء على خوض هذه التجربة عندما تتاح لهم الفرصة.
ورغم من توقف إبحار جميع السفن تقريباً، إلا أن العمل مستمر في صناعة السفن في جميع أنحاء العالم.
ويقول مدير التسويق لشركة "Oceanco" ومقرها هولندا، باريس بالوميس، لـ CNN إن فريقه يلتزم "بتدابير محسنة" على مشاريع مختلفة، على الرغم من الأوضاع غير المستقرة.
وأكد بالوميس أن وضع فيروس كورونا قد أثر على صناعة اليخوت، موضحاً: "بصفتنا شركة تصميم لليخوت، لدينا مشاريع مختلفة قيد الإنشاء، وبالتالي اتخذنا جميع تدابير السلامة اللازمة لتأمين هذه العملية إلى أقصى حد ممكن".
ولا يقتصر الأمر على استمرار أعمال بناء السفن مثل "Oceanco" في تنفيذ المشاريع، بل لا يزال هناك من يشترون ويبيعون اليخوت، حيث يقدم السماسرة جولات افتراضية في بعض الحالات.