دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يوجد هناك تجربة مشابهة لرؤية طائرة "إيرباص A380" لأول مرة، إذ أنها أكبر طائرة ركاب بُنيت على الإطلاق. وتتميز الرحلات بهذه الطائرات بكونها مريحة، وهي ميزة جيدة عند السفر لما يصل إلى 16 ساعة. وتوفر مقصوراتها مساحات واسعة جعلتها الطائرة المفضلة لدى الركاب والطاقم على حدٍ سواء. ومع ذلك، لم تحبها الخطوط الجوية بالطريقة ذاتها.
وكانت شركة "إيرباص" تأمل ببيع ما يصل إلى 750 طائرة، وبدلاً من ذلك، قرّرت أن توقف الإنتاج في عام 2021، وذلك بعد بناء 250 طائرة فقط في تولوز بجنوب فرنسا.
وكانت هذه الطائرات في الخدمة لـ13عاماً فقط.
وكانت طائرة "إيرباص A380"، التي كلفت 450 مليون دولار تقريباً لكل طائرة، بمثابة أعجوبة تكنولوجية، ومع ذلك، استُلهمت هذه الطائرة من حقبة قد مضت في عالم الطيران، وأدى ذلك إلى عدم نجاح الطائرة مثل ما كان متوقعاً.
ولكن، كيف استطاعت هذه الطائرة التحليق في المقام الأول؟
نسخة أوروبية من "بوينغ 747"
وفي عام 1993، قرّرت "بوينغ" و"إيرباص" العمل معاً لدراسة حجم السوق المحتمل للطائرات الكبيرة، ولكنهما في النهاية توصلا إلى نتائج مختلفة، وأدى ذلك إلى عدم تحقق المشروع أبداً.
وبحلول عام 2000، توقعت "إيرباص" وجود طلب لألف و200 طائرة ضخمة في العقدين التاليين، وخططت للإستيلاء على نصف هذا السوق، إذ لم يكن للشركة أي حضور في سوق الطائرات الكبيرة في التسعينيات، بحسب ما قاله كبير المهندسين السابق لمشروع "A380" في شركة "إيرباص"، روبرت لافونتان.
وأدى ارتفاع أعداد الركاب إلى الإزدحام في المطارات الكبيرة مثل "جون إف كينيدي" بنيويورك، ومطار "هيثرو" في لندن.
ورأت "إيرباص" أن الحل يكمن في طائرة أكبر يمكنها إخراج المزيد من الركاب من تلك المطارات دون زيادة عدد الرحلات الجوية.
ولكن، كان هذا الإتجاه يتغير بالفعل، وبدلاً من شراء طائرات أكبر لحمل المزيد من الركاب، اختارت شركات الطيران مساراً مختلفاً وأفضل من الناحية المالية، أي شراء طائرات أصغر واستخدامها لربط المطارات الثانوية، والتي لم تكن مزدحمة.
عملاق لطيف
وكُشف عن طائرة "إيرباص A380" في فرنسا في بداية 2005، وحلقت لأول مرة في 27 أبريل/نيسان من العام ذاته. وعمل لافونتان كطيار اختبار في تلك الفترة.
وبعد إجراء عدة اختبارات عليها، وجد لافونتان أنه كان من السهل قيادة الطائرة، فقال: "لم أشعر أنها طائرة كبيرة". ومع ذلك، شكلت المسافة بين الجناحين عائقاً خلال السرعات العالية، ما أدى إلى زيادة استهلاك الوقود.
وبما أن محركات الطائرات شكلت نسبة كبيرة من كلفتها، أدّى وجود 4 منها إلى زيادة سعرها.
التأخيرات والإلغاء
وبحلول الوقت الذي سلمت فيه الشركة أول طائرة من طراز "A380" للخطوط الجوية السنغافورية في عام 2007، كانت الطائرة قديمة بالفعل.
وكان قطاع الطيران التجاري يتغير، وكان هناك مئات الطلبات على طائرات أكثر كفاءة مثل "بوينغ 787"، و"إيرباص A350".
وعانى المشروع من عدد من التأخيرات أيضاً، والتي أدت إلى إلغاء بعض شركات الطيران لطلباتها.
عدم وجود مشترين من الولايات المتحدة
وارتبط استمرار طائرة "إيرباص A380" بشكل مباشر مع طيران الإمارات، والتي اشترت نصف طائرات "A380" تقريباً.
وعندما خفضت شركة الطيران طلباتها لهذه الطائرات من 53 إلى 14طائرة في أوائل عام 2019، لم يكن لدى "إيرباص" أي خيار سوى إيقاف الإنتاج.
واشترت شركات الطيران الأوروبية الرئيسية طائرات "إيرباص A380" ولكن بكميات متواضعة، وفشلت الشركة في بيع أي طائرة في السوق الأمريكية.
ولا يمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو تحيز السوق الأمريكية تجاه طائرات "بوينغ"، إذ أن الطائرات من طراز "إيرباص" ناجحة جداً في الولايات المتحدة.
سماء مظلمة
واعترفت شركة "إيرباص" بأخطائها في مشروع "A380".
وقال الرئيس التنفيذي السابق لـ"إيرباص" في عام 2019 عندما أعلن أن إنتاج الطائرة سيتوقف في عام 2021: "كانت هناك تكهنات أننا كنا سابقين لأواننا بعشر أعوام، وأعتقد أنه من الواضح أننا تأخرنا بمقدار 10 أعوام".
ومع أن إنتاج الطائرة سيتوقف، إلا أنه سيستمر دعم الأسطول الحالي كالمعتاد.