شواطئ "درجة الأعمال" تزدهر وسط فيروس كورونا..كيف تحجز مكاناً تحت الشمس؟

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل سمعت من قبل عن القيام بحجزٍ مسبق من أجل الحصول على بقعة على رمال الشاطئ؟ وهذا بالتحديد ما ينتظر رواد الشاطئ في إسبانيا هذا الصيف، ويعود الفضل في ذلك إلى جائحة كورونا.

وستسمح بلدة "كانيت دين بيرينغير"، وهي بلدة متوسطية تقع شمال فالنسيا، بـ 5 آلاف من المتشمسين يومياً على شاطئها المحلي، أي ما يقارب نصف العدد المعتاد، وذلك من أجل الحفاظ على إجراء التباعد الاجتماعي.

في إسبانيا..احجز بقعتك الخاصة على الشاطئ هذا الصيف بزمن الكورونا
يعرض هذا الرسم التوضيحي تخطيط السلطات لتقسيم المناطق بالحبال لإبقاء رواد الشاطئ على مسافة آمنة من بعضهم البعضCredit: Sanxenxo City Hall

ويجب حجز هذه المساحات مسبقاً عبر تطبيق الهاتف المحمول.

وقال عمدة البلدة، بيري جوان أنطوني شوردا، لـ CNN إن هذا الصيف سيكون مختلفاً للغاية، إذ ستتوفر مساحة أكبر بين رواد الشاطئ، مشيراً إلى أنه أشبه بشاطئ "درجة رجال الأعمال".

وستستعين البلدة بنمط شبكي لتقسيم شاطئها الشاسع والمسطح إلى مربعات يفصل كل منها مسافة مترين، أي 6 أقدام.

وسيتم تحديد الأقسام من خلال وضع سلسلة من الشباك على الرمال، وكأنها شباك مرمى لعبة كرة القدم، لإستيعاب مجموعات أكبر من المتشمسين.

وسيُسمح لمرتادي الشاطئ بحجز جلسة للتشمس إما وقت الصباح أو بعد الظهر فقط، أي لن يسمح بالبقاء على الشاطئ طوال اليوم.


وبحسب ما قاله عمدة البلدة، يمكن للمتشمسين حجز أي منطقة متاحة، تماماً مثل اختيار المقاعد في قاعة السينما عبر الإنترنت، وستكون أوقات الوصول متداخلة لتجنب الحشود.

كما سيتم تخفيض نقاط الوصول إلى الشاطئ.

وبمجرد وصول رواد الشاطئ وتأكيد الحجز مع الموظفين، سيتم توجيههم إلى القسم المخصص لهم.

ويرى العمدة أن الحجوزات المسبقة وأوقات الوصول المتداخلة تعد من الإجراءات الأساسية قائلاً :"لن أتمكن من التحكم في تدفق الناس بدون الإجراءات الجديدة. إذ سيجتمعون معاً، وينقلون العدوى بين بعضهم البعض".

وهذه البلدة ليست البلدة الإسبانية الوحيدة التي تختار الحد من الوصول إلى الشاطئ هذا الصيف.

في إسبانيا..احجز بقعتك الخاصة على الشاطئ هذا الصيف بزمن الكورونا
يعرض هذا الرسم التوضيحي نمط توزيع الشباك على شاطئ بلدة كانيت دين بيرينغيرCredit: Canet d'en Berenguer City Hall

وعلى المحيط الأطلسي، في منطقة غاليسيا، ستسمح بلدة سانكسينكسو فقط بدخول المتشمسين وفقاً لسياسة أولوية الوصول "من يأتي أولاً، يخدم أولاً".

ومع ذلك ، قال عمدة البلدة تيلمو مارتن إنه ليس قلقاً بشأن تجمع الحشود عند نقاط الوصول إلى الشاطئ.

وأوضح مارتن وجهة نظره لـCNN قائلاً إن "السياحة تشكل نسبة 80% من اقتصادنا ويجب أن نتوصل إلى حلول حتى يشعر شعبنا بالأمان من الناحية الصحية"، مضيفاً أنه "يطالب الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية".

وتقع بلدة سانكسينكسو على بعد ساعة بالسيارة شمال الحدود البرتغالية، وتهدف إلى السماح لنسبة 75% من مرتادي الشاطئ العاديين كحدٍ أقصى.

كما ستستعين البلدة، التي تعد واحدة من أفضل الوجهات السياحية في شمال إسبانيا، بأنماط الشباك لتقسيم المتشمسين على شاطئها الرئيسي بمسافة لا تقل عن متر ونصف، أي 5 أقدام.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تدشين أعمدة خشبية ذات حبال متصلة لتشكيل مربعات صغيرة لاستيعاب عدد قليل من المتشمسين، أو تشكيبل مربعات أكبر للمجموعات الكبيرة، وفقاً لما قاله مارتن.

وسيتحكم العاملون في البلدة في نقاط الوصول إلى الشاطئ، وسيرافقون رواد الشاطئ  إلى الأقسام المتاحة.

ومع ذلك، لن يتمكن رواد الشاطئ هنا من الإستحواذ على بقعتهم طوال اليوم بمجرد ترك مناشفهم عليها، فإذا غادروا لتناول الغداء، فإنهم بالتالي يفقدون مكانهم لآخرين من رواد الشاطئ.

وتخطط البلدتان لتنظيف شواطئها أكثر مقارنة بالصيف الماضي، حيث ترفع الشباك من الرمال كل صباح للسماح لآلات التنظيف بالمرور.

وفي سانكسينكسو، ستقوم آلات التنظيف ببساطة بالمرور عبر صفوف الدعامات الخشبية. كما سيتم تطهير الحمامات العامة ومناطق الإستحمام بانتظام.

وبينما تأمل البلدتان في فتح شواطئهما خلال شهر يونيو/حزيران، فإن التواريخ ستعتمد في النهاية على إلغاء حالة الطوارئ في إسبانيا، والتي كانت سارية منذ 14 مارس/آذار الماضي.

وبدأت الحكومة الإسبانية للتو في رفع القيود الصارمة المفروضة للبقاء في المنزل، ولكن ستعتمد أي تغييرات أخرى على معدلات الإصابة المنخفضة في مناطق معينة، والتي يقول المسؤولون إنها يجب أن تكون مستشفيات مجهزة للتعامل مع موجة ثانية محتملة من فيروس كورونا.

وخصصت بلدة كانيه ميزانية قدرها 500 ألف يورو، أي 542 ألف دولار، لخطة الشاطئ الخاصة بها هذا الصيف، بينما ستدرج بلدة سانكسينكسو خطتها الخاصة ضمن ميزانيتها البالغة 3.5 مليون يورو، أي 3.8 مليون دولار، للأنشطة الصيفية.

وتعرف البلدتان بتضاعف عدد السكان بأربعة أضعاف خلال الصيف، عندما يتدفق السياح الذين يمرون أو يقيمون في الفنادق إلى الشواطئ.

وسواء بالحجوزات أو بدونها، فإن قضاء الصيف في هاتين البلدتين سيكون اختباراً لمدى إمكانية التزام رواد الشاطئ بالمناطق المخصصة لهم.