دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الصحراء هي فضاء شاسع من السحر والجمال، تمتد بشكل لا محدود، وتزينها حبيبات الرمال الذهبية التي يسطع لونها، قبل انسدال ستائر الليل.
وبمجرد عبورك من خلال جبال طويق في السعودية، ستجد نفسك داخل مساحة شاسعة يملؤها السكون.
ولكن، قاومت أصوات الصحراء العزلة والوحدة الفسيحة، فسمع عبدالله العثمان صوتها في حفيف الرياح، وفي تطاير الكثبان، وحتى عند تكسر غصن بعيد.
وسُجّل الصوت في منطقة القدية، جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث يحمل هذا المكان الكثير من القصص في ذاكرة العثمان، الذي يمارس الفن منذ 2008.
وفي حديث الفنان المعاصر السعودي مع موقع CNN بالعربية، قال: "منذ قرون، يتخذ إنسان الصحراء الصوت مفتاحاً للترقب والاستكشاف، ويتخذ الصوت من نفسه دليلاً لتشكل الجبال، وطمأنينة للطرق والاتجاهات".
ورصد الفنان السعودي صوت الصحراء، من خلال 5 أجهزة تسجيل تحيط به، في أوقات مختلفة من النهار حتى غروب الشمس، ملاحظاً أن الصوت يختلف مع تغير الزمن بالصحراء.
ولم يواجه عبدالله العثمان أي تحديات خلال عملية التسجيل، فهو معتاد على ظروف الصحراء البيئية والمكوث فيها.
وبدوره، حول العثمان صوت الصحراء إلى مجسم، باستخدام رمال صحراء منطقة القدية، وتم عرضه في عدد من المعارض والمتاحف المختلفة.
وأوضح الفنان المعاصر: "صمود الرمال في الصحراء يحاكي صمود التراث الإنساني بها، والتفاصيل فيها تؤرخ كل خطوة خطاها الإنسان على أرضها الشاسعة، لتبقى خطواته نابضة على الدوام بأحد أهم الكنوز المعمارية والإنسانية في العالم".
وفيما يتعلق بردود الفعل حول العمل الفني، قال إنه بمثابة "فسحة من الحلم" للأشخاص بعد خوض تجربة صوتية تنقلهم إلى بعد آخر، إلى ما وراء الصحراء.
وربما تكون خطط العثمان متوقفة حالياً بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ولكنه يعمل حالياً على كتاب فني وثائقي عن تاريخ الموسيقى واستخداماتها، من خلال عمل فني قام به، في عام 2015.