دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من الصعب أن تتخيل وجود واحة صحراوية خلابة وبحيرة تسحر العين بجمالها، دون أن تُدرج ضمن أفضل مناطق الجذب بالبلاد. ولكن، من الطبيعي أن تكون المنافسة شديدة في مكان مثل مصر، التي لطالما اشتهرت بالأهرامات والشواطئ الجميلة.
وتقع واحة الفيوم، على بعد ساعتين من جنوب غرب القاهرة، وهي بلا شك واحدة من كنوز البلاد الخفية.
وتتألف الواحة من العديد من البحيرات والقنوات، وهي المكان المثالي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة للأشخاص، الذين يحرصون على الهروب من صخب المدينة.
وقال فيديريكو كورنو، وهو مصور سينمائي إيطالي يتخذ من القاهرة مقراً له لـCNN: "القاهرة فوضوية وصاخبة، وكلما اقتربت من الفيوم، كلما أصبحت المنطقة أكثر هدوءاً ونظافة".
ويعتقد غالبية الأشخاص أن مصر تحتضن الأهرامات فحسب، دون تخيل مزارعها الخضراء، وأماكنها الفريدة للاسترخاء والتأمل.
وأوضح كورنو: "في الفيوم، تتباطأ الحياة نوعاً ما، وتعود إلى الإيقاع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه".
ويعد وادي الريان من أبرز معالم الفيوم، وهو عبارة عن حديقة وطنية محمية تمتد على حوالي 700 ميل مربع. ويتألف الوادي من بحيرتين اصطناعيتين، ويتوسطهما أكبر الشلالات في مصر.
وعند رفع حظر السفر، من المفضل زيارة الموقع خلال أيام الأسبوع، كونه مزدحماً في عطلة نهاية الأسبوع.
وتتميز الحديقة أيضاً بمجموعة متنوعة من مناطق الجذب الخلابة، التي تشمل الكثبان المتحركة، والينابيع الكبريتية الطبيعية، والجبال، وأفضلها وادي الحيتان.
وتم تصنيف وادي الحيتان كأحد مواقع التراث العالمي في قائمة اليونسكو، منذ العام 2005، فهو بمثابة متحف مفتوح في الهواء الطلق، يقدم تصوراً لتطور الحياة.
وتملأ الوادي الصحراوي بعض الهياكل العظمية، التي تعود لمئات الحيتان الضخمة، وأسماك القرش، والحفريات اللامتناهية، كما يعد موطناً لمتحف الحفريات وتغير المناخ.
وتتواجد في المكان أيضاً البحيرة المسحورة، حيث تتميز بلون مياهها المتغير اعتماداً على الوقت من اليوم، إضافة إلى مقدار تعرضها لأشعة الشمس.
وربما عليك الاستمتاع بمنظر هذه البحيرة من أعلى الكثبان الرملية، حيث تعكس مياهها الهادئة منظر السماء بشكل واضح كالمرآة.
وتحدث الكاتب الشهير باولو كويلو عن جمال واحة الفيوم في روايته "الخيميائي"، ولكنها في الواقع ليست واحة حقيقية. وبينما تستمد الواحة مياهها من نبع موجود تحت الأرض، تحصل الفيوم على المياه من النيل، وذلك بفضل سلسلة من القنوات المعروفة باسم بحر يوسف، التي بناها المصريون القدماء.
وتعتبر بحيرة قارون الأقدم في العالم، وهي غير مناسبة للسباحة، ولكنها في الواقع أصبحت وجهة خاصة لمحبي مراقبة الطيور.
وتعد البحيرة نظاماً بيئياً فريداً من نوعه، حيث تحتضن مستعمرات من طيور الفلامينغو وأنواع البط المختلفة، كما تمثل البحيرة شريان الحياة للأنواع المهددة بالانقراض، مثل غزال نحيل القرون.
وبسبب وفرة الطيور في هذه المنطقة، فإن واحة الفيوم أصبحت مشهورة بين المصريين في تقديم وجبة الحمام المحشي.