دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع إعادة فتح المطاعم والحانات للجمهور، من المهم أن تدرك أن تناول الطعام بالخارج سيزيد من خطر التعرض لفيروس كورونا المستجد.
وفي هذه الحالة، يكاد يكون من المستحيل تقريباً اتخاذ اثنين من أهم تدابير الصحة العامة للحد من الأمراض، فأولاً، من الصعب تناول الطعام أو الشراب أثناء وضع قناع الوجه. وثانياً، يصعب التباعد الاجتماعي في الأماكن الضيقة المليئة عادةً بالمقاعد المتتالية والنُدُل التي تنتقل بين الطاولات المزدحمة طوال المساء.
لذا، ما الذي يجب أن تبحث عنه وكيف يمكن لك وللمطعم تقليل المخاطر؟ فيما يلي يجيب توماس روسو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية في قسم الطب بجامعة بوفالو بولاية نيويورك على بعض الأسئلة الشائعة.
إلى أي مدى يجب أن تكون الطاولات والمقاعد متباعدة؟
لا يوجد ما يجعل مسافة 6 أقدام، وهي المسافة التي نسمع بها غالباً في التوجيه الرسمي من الوكالات الحكومية، قاعدةً مثالية، ولكن يمكن أن نعتبرها بمثابة الحد الأدنى للمسافة المطلوبة للتباعد الآمن.
وتستند قاعدة "6 أقدام" إلى بيانات قديمة حول المسافة التي يمكن أن تنشر القطرات المحملة بفيروسات الجهاز التنفسي. وتميل هذه القطرات إلى الاستقرار خارج الهواء على مدى 6 أقدام، ولكن هذا ليس الحال دائماً. إذ يمكن للرذاذ أن ينشر الفيروس على مسافات أكبر، على الرغم من أنه لا يزال هناك بعض الشكوك حول مدى شيوع هذا الانتشار. ويمكن للجسيمات الناتجة عن العطس أن تنتقل حتى 30 قدماً.
لقد ثبت أن التحدث وحده ينتج عنه قطرات في الجهاز التنفسي يمكن أن تكون معدية.
وإذا كان هناك مصدر تيار في مكان مغلق مثل مطعم، فستنتقل الجزيئات أيضاً إلى مسافات أبعد. وقد ظهرت مثل هذه الحالة في ورقة بحثية من الصين، إذ أصيب الناس في مطعم في اتجاه الريح من شخص مصاب بالعدوى على الرغم من أن المسافة كانت أكبر من 6 أقدام.
كلما كانت المسافة أقرب وزادت مدة تعرض الشخص لشخص معد، كلما زادت مخاطر الإصابة.
إذا كانت النُدُل تضع أقنعة، فهل هذا يكفي؟
إذا كانت النُدُل ترتدي أقنعة، فإن ذلك سيوفر طبقة من الحماية، ومع ذلك يمكن للزبائن الذين يأكلون ويتحدثون أن ينشروا الفيروس.
وتتمثل إحدى الطرق للتخفيف من هذا الخطر خلال هذه الحالة غير المثالية، من وجهة نظر الصحة العامة على الأقل، في وجود طاولات تحيط بها حواجز واقية، مثل زجاج شبكي أو شاشات، أو وضع موائد الطعام في غرف منفصلة بأبواب يمكن إغلاقها. وتشجع بعض البلادان المطاعم على تعيين تادلاً واحداً لكل طاولة فقط لتقديم الخدمة كاملة لتلك الطاولة.
ويمكن للمطاعم أيضاً فحص الزبائن قبل دخولهم، إما من خلال فحص درجة الحرارة أو أسئلة حول الأعراض والاختلاط الوثيق مع أي شخص تم تشخيصه مؤخراً بـ "كوفيد-19".
ومن السهل فحص الموظفين. وفي الواقع، توصي المبادئ التوجيهية، المقدمة من من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، المطاعم بفحص الموظفين قبل إعادة فتح أبوابها. ولكن في حين أن فحص الموظفين بحثاً عن عدوى محتملة يمكن أن يقلل من المخاطر، من المهم تذكر أن الأشخاص يمكن أن ينقلوا العدوى قبل 6 أيام من ظهور الأعراض لديهم، لذلك فإن ارتداء الأقنعة، وحماية العين، والمسافة الاجتماعية، ونظافة اليدين تعد تدابير حاسمة للوقاية من العدوى.
هل يجب أن أطلب أواني المائدة التي يمكن التخلص منها ومسح جميع أسطحها؟
يمكن لغسل الصحون والكؤوس والأواني، وغسل المناديل وأغطية المائدة بانتظام أن يعطل من مفعول الفيروس، فلا حاجة للأواني التي يمكن التخلص منها في هذه الحالة.
ويجب أيضاً تنظيف موائد الطعام وتعقيمها بين الاستخدامات ووضع إشارة للتعرف على أنها خضعت للتعقيم.
وتعد قوائم الطعام مشكلة أكثر تعقيداً، اعتماداً على المواد. إذ يمكن تطهير القوائم البلاستيكية. ومع ذلك تشكل القوائم التي يمكن التخلص منها الحل المثالي.
وتذكر، حتى لو لمس شخص ما سطحاً يحمل فيروساً معد، طالما أنه لم يلمس فمه، أو أنفه، أو عينه، فلن يكون في خطر. لذا، عند الشك، اغسل يديك أو استخدم معقم اليدين.
هل يمكن أن أصاب بالفيروس من الطعام الذي يحضّر بمطبخ المطعم؟
يعد خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد من الغذاء منخفضاً للغاية.
ويتمثل نمط العدوى الأساسي بهذا الفيروس التنفسي في الوصول إلى الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي من خلال قطرات تدخل إلى الفم، أو الأنف، أو العين. ويحتاج الفيروس إلى دخول الجهاز التنفسي ليسبب العدوى، ولا يمكنه القيام بذلك عن طريق المعدة أو الأمعاء.
ويعد الفيروس أيضاً غير مستقر للغاية في البيئة، إذ أظهرت الدراسات أنه يفقد نصف تركيزه الفيروسي بعد أقل من ساعة على النحاس، وبعد 3 ساعات ونصف على الورق المقوى، وبعد أقل من 7 ساعات على البلاستيك. وإذا كان الطعام ملوثاً أثناء التحضير، فمن المحتمل أن تعمل درجة حرارة الطهي على تعطيل الكثير من قدرة الفيروس إذا لم تكن كلها.
كما يجب أن يقلل وضع الأقنعة والحفاظ على نظافة اليدين من قبل محضري الطعام من خطر تلوث الطعام بشكل كبير.
هل الجلوس في الهواء الطلق أو استلام الطعام عبر خدمات طلبات السيارة أكثر أماناً؟
قد يرغب الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة في ترك خيارات تناول الطعام بالمطعم والتركيز على الاستلام أو ربما تناول الطعام خارج المطعم إذا كانت الظروف مناسبة.
ومن المحتمل أن يكون استلام الطلبات من المطعم أو عبر خدمة طلبات السيارة أكثر الخيارات الأمنة، إذ يعد الاختلاط العابر مع فرد واحد حيث يرتدي الجميع الأقنعة بمثابة حالة تشكل أقل خطورة.
بشكل عام، يعد تناول الطعام في الخارج أكثر أماناً من تناول الطعام في الأماكن المغلقة.