دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم ظروف نشأتها الصعبة بملجأ وسط الحرب اللبنانية، استطاعت جويس عزام، أول متسلقة لبنانية وثالث عربية تجتاز تحدي القمم السبع، أن ترفع علم بلادها عالياً على أعلى سبع قمم في العالم. واليوم، تُحضر عزام لحلمها التالي، أي التحدي الأكبر للمستكشفين، على الرغم من جائحة فيروس كورونا.
ومن الجبل اللبناني، تحدثت جويس عزام مع موقع CNN بالعربية، في مقابلة عن بُعد، عن الصعوبات التي واجهتها لتحقيق حلمها، وعن شعورها لحظة وصولها قمة أعلى جبل في العالم، وحلمها الجديد الذي تسببت جائحة فيروس كورونا في تأجيله.
وعن بداية مشوارها في تسلق الجبال، تحكي عزام أنها من خلال الجبال اللبنانية، اكتشفت شغفها بالمشي وسط الطبيعة والجبال عام 2005، والذي تطور مع مرور الوقت ليصبح شغفاً بتسلق الجبال.
وانطلقت عزام، في عام 2012، لتحقق حلمها في تسلق أعلى قمة بكل قارة في العالم، وبعد أن اكتشفت أنه لا يوجد امرأة لبنانية استطاعت تحقيق ذلك من قبل، قررت أن تأخذ هذا التحدي على عاتقها وتحقق هذا الإنجاز لبلدها لبنان.
ولعل أبرز ما يميز تجربة تسلق الجبال الشاهقة هي المناظر الخلابة وجمال الطبيعة الذي تعجز الكلمت عن وصفه، بحسب ما ذكرته المتسلقة اللبنانية.
وتقول عزام إنه على الرغم من جمال مناظر أعلى جبال بقارات العالم، إلا أن جبال الهيمالايا كانت الأكثر جمالاً بالنسبة لها، كما أنها "تمنح الإنسان طاقة قوية للغاية"، على حد تعبيرها.
وتضيف عزام أنه على الرغم من المناظر الجميلة والطاقة التي تمنحها جبال الهيمالايا، إلا أنها تضع المتسلقين في مواجهة صعوبات قاسية.
وخلال رحلة صعودها إلى أعلى قمة في العالم، قمة جبل "إفرست"، وعلى مدار 55 يوماً، كانت عزام على موعد مع المجهول، والذي تطلب منها الاستعداد الجسدي والذهني، وهو ما اكتسبته المتسلقة اللبنانية خلال خبراتها السابقة في تسلق 27 قمة ومن بينهم 6 من أعلى قمم في العالم، مثل جبل "دينالي" في ألاسكا وجبل "فينسون" في أنتاركتيكا.
أما عن أصعب ما واجهته عزام، فكان انتهاء مخزون الأكسجين الخاص بها على ارتفاع 8 آلاف و400 متر، أي على قمة جبل إفرست، ما جعلها تختبر لحظات فاصلة بين الحياة والموت لمدة 20 دقيقة تقريباً.
وأكدت عزام على أن تحضيرها الجسدي والذهني هو ما أنقذ حياتها ريثما ساعدها الفريق المرافق لها في الحصول على الأكسجين، لتتابع خطاها نحو القمة وهي تفكر في كل لبناني وفي كل عربي سيسعد لهذا الإنجاز، والذي سيغير الصور النمطية عن المرأة العربية.
وفي عام 2016، قررت عزام، الحاصلة على درجة الدكتوراه في إختصاص المحافظة على الإرث الطبيعي و الثقافي، أن تخوض التحدي الأكبر للمستكشفين، بعد اجتيازها لتحدي السبع قمم بتاريخ 23 مايو/أيار العام 2019، وتصل أيضاً إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وتصبح بذلك رابع امرأة بالعالم تحقق هذا الإنجاز، وأول عربية.
وخلال تحضيرها لرحلة القطب الجنوبي، التي تتطلب اجتياز مسافة ألف و300 كيلومتر بالمزلاج مع حمولة يبلغ وزنها 120 كيلوغراماً، تفاجأت عزام بموجة فيروس كورونا، الذي ألغى جميع مشاريعها، إلا أنه لم يؤثر على حلمها في تحقيق التحدي الأكبر للمستكشفين.
وتقول عزام: "بعد مرور أسبوعين تقريباً، قررت أن أكمل التحضير وكأنما سأذهب إلى القطب الجنوبي، إذ لن أستفيد إذا توقفت، ولن أستفيد إذا أحطت نفسي بالأفكار السلبية، ولن أستفيد إذ خفت من المجهول، وقد علمني الجبل أن أتعامل مع المجهول يوماً بيوم".
وتشير عزام إلى أنها مستمرة في ممارسة التمارين عند الجبل اللبناني لتتحضر جسدياً من أجل خوض الرحلة إلى القطب الجنوبي ضمن "التحدي الأكبر للمستكشفين".
وتوجه جويس رسالة عامة قائلة: "الحلم لا يتوقف حتى في مثل هذه الأوقات الصعبة".
وإلى كل امرأة عربية، تقول عزام: "لا تسمحي لأحد أن يوقف حلمك، فحلمك هو ملك لك، لذا عليك أن تخلصي لحلمك إذ سيمنحك ذلك السعادة كما سيمنح من حولك الإلهام لتحقيق المزيد في الحياة".