دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في خطوة بارزة في مجال الطيران، أصبح بوب هاليكي أول طيار أمريكي مصاب بداء السكري يقود طائرة رحلات تجارية.
وفي صباح يوم 22 يونيو/حزيران، انطلقت رحلة خطوط ساوث ويست الجوية، ورقمها 370، من مطار ماكاران الدولي، وحلّقت غرباً فوق شارع "لاس فيغاس ستريب" بقيادة الطيار بوب هاليكي.
وعلى الجانب الشمالي، استقرت الطائرة، من طراز بوينغ 737-700، على ارتفاع 40 ألف قدم لرحلتها إلى مطار سياتل تاكوما الدولي.
وبالنسبة للمسافرين على متن الطائرة، كانت هذه مجرد رحلة عادية وصلت مبكراً بـ12 دقيقة. ولكن بالنسبة إلى هاليكي، البالغ من العمر 59 عاماً، الذي يقيم في لاس فيغاس، فقد قضى 9 أعوام منتظراً الحصول على هذه الفرصة.
وكانت هذه أول رحلة تجارية للولايات المتحدة بقيادة طيار مصاب بداء السكري المعالج بالإنسولين، وفقاً لجمعية مرضى السكري الأمريكية، والتي تعد خطوة بارزة للسنوات القادمة.
عودة منتصرة إلى السماء
وقال هاليكي، لـ CNN، بعد الرحلة إنه كان من المثير للغاية العودة إلى قمرة القيادة وأن يكون أول طيار مصاب بداء السكري (من النوع الأول المعتمد على الإنسولين) في أمريكا يقود طائرة تجارية.
ولسنوات، لم تسمح إدارة الطيران الفيدرالية للطيارين المصابين بداء السكري المعالج بالإنسولين بقيادة الطائرات التجارية، حتى مع بدء دول أخرى، مثل كندا والمملكة المتحدة، في تخفيف هذه القيود، مما سمح لهؤلاء الطيارين بالطيران تجارياً شرط أن يرافقهم طيار ثانٍ بقمرة القيادة.
واعتبرت إدارة الطيران الفيدرالية أنها مسألة عالية في الخطورة. وتم منع أي طيار تم تشخيصه بالسكري المعالج بالإنسولين من الطيران تجارياً.
وقد أصرّت جمعية السكري الأمريكية وجمعية مالكي الطائرات والطيارين والمنظمات الأخرى على إدارة الطيران الفيدرالية لإعادة فحص سياستها.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية أن الطيارين المصابين بداء السكري المعتمد على الإنسولين يمكن أن يتقدموا للحصول على الشهادة الطبية من الدرجة الأولى المطلوبة للسفر تجارياً. وتحت هذا التوجيه الجديد، تم إصدار الدفعة الأولى من الشهدات الطبية في أبريل/ نيسان الماضي.
طيران بشهادة طبية من الدرجة الأولى
وأوضحت إدارة الطيران الفيدرالي في بيان لـ CNN أنها "أصدرت بروتوكولًا طبياً جديداً في أواخر العام الماضي للطيارين المصابين بداء السكري المعالج بالإنسولين".
وأضاف البيان: "استند القرار إلى التقدم في التكنولوجيا الطبية وتوفير علاج داء السكري المعالج بالإنسولين. ويسمح البروتوكول للطيارين المصابين بداء السكري المعالج بالإنسولين بالتقدم للحصول على شهادة طبية ذات إصدار خاص للحصول على امتيازات النقل الجوي أو التجاري أو الخاص".
وحتى الآن، صرّحت إدارة الطيران الفيدرالية بأنها أصدرت 6 شهادات طبية من الدرجة الأولى للطيارين المصابين بداء السكري المعالج بالأنسولين.
أما عن جمعية مرضى السكري الأمريكية، وهي على اتصال مع الطيارين الحاصلين على الشهادات الطبية، فقد استقبلت نبأ رحلة يوم الإثنين باعتبارها إنجازاً.
وقالت تريسي براون، الرئيس التنفيذي للجمعية، إن هذا يعد يوم تاريخي للطيارين الذين يعانون من مرض السكري والذين تم تهميشهم لفترة طويلة للغاية، وكذلك لجميع الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
وتابعت براون: "حظيت الجمعية الأمريكية للسكري بامتياز كبير في الشراكة مع طيارين مذهلين على مدى العقد الماضي لجعل هذا الحلم حقيقة".
حياة مهنية في الطيران
وقضى هاليكي حياته المهنية بالكامل في السماء قبل أن تعرقل إصابته بمرض السكري مسار حياته في الطيران.
وشغل هاليكي منصب طيار في سلاح الجو من عام 1987 إلى عام 1991. وانضم إلى طاقم شركة خطوط ساوث ويست الجوية في عام 1993، بينما كان يشغل منصب طيار مع الحرس الوطني الجوي في أريزونا.
وفي عام 2002، تقاعد من منصبه مع الحرس الوطني الجوي، ولكنه واصل التحليق مع خطوط ساوث ويست الجوية.
وفي يوليو/ تموز عام 2011، تم تشخيص هاليكي بمرض السكري من النوع الأول، ورغم ذلك، مكث هاليكي في قطاع الطيران كمدرب طيار، يساعد الطيارين الشباب على تطوير تجربة من خلال برامج المحاكاة.
وعندما سمحت إدارة الطيران الفيدرالية للطيارين الذين يعتمدون على الإنسولين بالتقدم بطلب للحصول على شهادة طبية من الدرجة الأولى، كان هاليكي من ضمن أول من تقدموا ضمن القائمة، وقد قدم معلومات عن حالته مثل تاريخه مع نسبة السكر في الدم، وملاحظات الطبيب، ونظام الإنسولين.
وفي 13 أبريل/نيسان 2020، أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية، لهاليكي، شهادة طبية من الدرجة الأولى لأول مرة منذ نحو عقد من الزمان.
وأنهى هاليكي دورة إعادة التأهيل اللازمة، وفي صباح يوم الاثنين، صعد إلى قمرة القيادة على متن الرحلة رقم 370، مستعداً لتوجيه رحلة تجارية لأول مرة منذ نحو عقد من الزمان.
رفعة معنوية كبيرة لمجتمع المصابين بداء السكري
وقال هيالكي بعد هبوطه في سياتل: "أنا متأثر للغاية بهذا الأمر" واصفاً إياه بأنه "دفعة معنوية كبيرة لمجتمع السكري". ومع ذلك لم يكن لديه الوقت الكافي للاحتفال بهذا الإنجاز. وبعد أقل من ساعتين من الهبوط، عاد الطيار ليحلّق على متن رحلة إلى أوكلاند.
وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيتوقف في ألباكركي، وفينيكس، وهيوستن، بالإضافة إلى مدن أخرى قبل أن يعود إلى مسقط رأسه، لاس فيغاس، وهو طيار تجاري من جديد.