دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت بعثة المسح الأثري العاملة بمنطقة الهضبة الصحراوية غرب منطقة أبیدوس الأثرية، وهي إحدى المدن القديمة بمصر العليا، بمحافظة سوهاج، عن كشف أثري جديد يرجع إلى العصر البطلمي، والذي يرجح أن له أھمیة دینیة عظيمة.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، أن الكشف هو لـ"مجموعة من الفتحات الموجودة على مستوى مرتفع من واجهة الجبل وتقع في منطقة الوادي المقدس، جنوب الجبانة الملكية بأم القعاب"، وفقاً لبيان وزارة السياحة والآثار المصرية، عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، الثلاثاء.
وأشار وزيري إلى أنه بعد المعاينة الدقيقة، تبين أنها مداخل تقود إلى غرف مقطوعة في الصخر، لا يزيد ارتفاعها عن 1.20متر، وتتنوع بين غرفة واحدة، وغرفتين، أو ثلاثة بالإضافة إلى مجموعة أخرى تتكون من 5 غرف متصلة ببعضهما البعض من خلال فتحات ضيقة مقطوعة عبر الجدران الصخرية الفاصلة بينها.
ومن جانبه، قال رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، ورئيس البعثة، محمد عبد البديع، إن تلك الغرف غير مزخرفة، وتقع فوق آبار رأسية عميقة مرتبطة بأنفاق مياه طبیعیة، ويحتوي معظمها على كسر فخار، ونیشات، ومصاطب، وعدد من الدوائر الغائرة، أو الأحواض المقطوعة في الأرضية، بالإضافة إلى عدد من الثقوب الصغيرة في الجدران أسفل السقف مباشرة، وفجوات قرب فتحات المدخل، والتي من المرجح أنها كانت تستخدم كمقابض للأيدي أو لربط الحبال.
وعثرت البعثة أيضاً على غرفة بها نقوش "جرافيتي" لاسم يقرأ "خو-سو-ن-حور"، وأمه "آمون إیردس"، وجدته "نس-حور"، وفقاً للبيان.
وأضاف رئيس البعثة أن الفخار المنتشر على سطح الوادي، الواقع إلى الجنوب من المقابر الملكية بأم الجعاب، يشير إلى الدولة الحدیثة والعصر المتأخر، بینما بیّن ھذا الكسر وجوداً ظاھراً وقویاً لإستخدام المكان في فترة العصر البطلمي، خاصة القرنین الثاني والأول قبل الميلاد، وكذلك فترة العصر الرومانى المتأخر، ولكن بشكل أقل شیوعاً وإنتشاراً بالمكان.
ومن بين تلك الكسرات، ترجع واحدة للعصر المتأخر تمثل حافة لإناء من فترة العصر المتأخر، كان في الأصل ینتمى لجرة ذات رقبة طویلة وبدن كروي الشكل، مصنوعة من طمیة الواحات ومستوردة إلى أبیدوس خلال تلك الفترة. وأخرى ترجع للعصر البطلمي وهي تمثل الجزء العلوي لسلطانیة من فترة العصر الـبطلمي، وتتمیز بأخدود یطوق الإناء أسفل الحافة، وھذه السلطانیة مصنوعة من عجینة محلیة الصنع من طمیه نیلیة المنشأ.
ومن جهته، أشار ماثیو آدمز، من معھد الفنون الجمیلة في جامعة نیویورك، والمدیر المشارك لبعثة شمال أبیدوس، إلى أن تلك الغرف لا تعد مقابر، إذ لا يوجد ما یشیر إلى استخدام أي منها للدفن، كما أن وجودها داخل الوادي المقدس جنوب الجبانة الملكية بأم القعاب، الذي اعتقد المصري القديم أنه الطريق إلى العالم الآخر، وعلى مستوى مرتفع داخل جبل يصعب الوصول إليه، يدل على أن لها أهمية دينية كبيرة.
ويذكر أن فريق بعثة المسح الأثري يقوم بتسجيل وتوثيق الأنشطة البشرية في الهضبة الصحراوية غرب أبیدوس، اعتباراً من عصور ما قبل التاريخ حتى بداية الفترات الحديثة، وذلك على مساحة بطول حوالي 8 كيلو مترات من هرم السنكي جنوباً حتى محاجر السلماني شمالاً.