سعودي يتحدى الجاذبية بحبل رفيع ومشهد جبلي شاهق يأسر العيون

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على حبل رفيع يربط بين جبلين شاهقين، يقف السعودي رامي الحارثي وحده في فضاء فارغ، يجعله أقرب إلى السماء، وكل ما عليه فعله هو صب تركيزه باتجاه خط النهاية.

ولم يكن الحارثي يمارس هذه الرياضة بشكل احترافي حتى قرر تحقيق إنجاز شخصي، قبل الوصول إلى سن الأربعين، وهو المشي على أول حبل شاهق الارتفاع في السعودية، الأمر الذي استغرقه عاماً كاملاً من التحضير والإعداد. 

متسلق الجبال رامي الحارثي
Credit: Rami AlHarthi

وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال الحارثي: "المشي على الحبال المرتخية بين الأشجار هي رياضة ابتكرها محبو تسلق الصخور، لمساعدتهم على صقل مهارة التوازن أثناء التسلق".

ويستذكر الحارثي أولى تجاربه في يناير/ كانون الثاني 2019، وذلك عندما قام بتعليق حبل لا يتجاوز ارتفاعه عن الأرض 10 أمتار، بمنطقة القصيم. 

ورغم أنه احتاج لأكثر من ثلاثة أيام ليمشي خطوته الأولى، إلا أن مشاعره قد تخللها مزيجاً من الذهول وعدم التصديق لجمال ما ينوي الإقدام على فعله.

واليوم، نجح الحارثي في المشي على حبال تتجاوز ارتفاع الـ100 متر، في جزيرة مايوركا بإسبانيا.

متسلق الجبال رامي الحارثي
Credit: Rami AlHarthi

ولا يزال الحارثي يعتبر نفسه مبتدئاً في هذه الرياضة، التي لا تتجاوز ممارسته لها عمر العامين. ولكن، تبقى مشاعر الخوف من أحد أسرار محبي المشي على الحبال.

وتتضمن هذه الرياضة العديد من التحديات العقلية، حيث أوضح الحارثي أهمية تفريغ وتصفية الذهن خلال المشي على الحبال، حتى لا يتأثر أداء الشخص.

ومن المهم التغلب على تحدي ضيق التنفس وسرعة نبضات القلب المصاحبة للخوف، وذلك عن طريق التحكم في نمط النفس لتغذية العضلات والعقل بالأكسجين الكافي. 

وتتباين ردود فعل المشاهدين لمقاطع فيديو الحارثي.. وبينما يعبر غالبية الأشخاص عن ذهولهم، يتساءل آخرون عن جدوى ممارسة هذه الرياضة التي قد يعتبرها البعض أشبه بـ"الانتحار". 

ويقول الحارثي: "أتفهم هذه المشاعر جيداً لكون الرياضة منعدمة الوجود بالسعودية، فهناك جهل كبير بها وبوسائل السلامة المصاحبة لها".

ويتمنى الحارثي ممارسة المشي على الحبال في مختلف مناطق السعودية، بهدف نشر ثقافة هذه الرياضة بين الأجيال، متأملاً تنظيم مهرجان عالمي، مخصص لهذه الرياضة، ببلاده.

وتتوازى رمزية هذه الرياضة مع حياة الحارثي اليومية، فهي تعلم المرء أن يركز عينيه على أهداف الحياة، عند النظر إلى نهاية الحبل، برغم القوى المحيطة التي تحاول الإطاحة بك.

وقال الحارثي: "مشاعر الوصول لنهاية الحبل تشبه العائد من رحلة روحية يتعمق فيها فهمك لذاتك، وتتدفق فيك قيم إنسانية مثل الحب والصدق، فبمجرد وصولك إلى طرف الحبل الأخير، تفيض مشاعر غامرة من الحب والسكينة معاً".