دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند العودة إلى سلطنة عمان بعد العيش في الخارج لعدة أعوام، أراد المهندس علي محمدي التخطيط لرحلة في البلاد، ولكن، كان العثور على معلومات حول المواقع التي أراد زيارتها أمر "شبه مستحيل"، بحسب تعبيره.
وشجعه ذلك على إطلاق مدونته، "OmanTripper"، بمساعدة صديق له، للكتابة عن الأماكن التي يزورها.
ومن الأماكن التي سلط محمدي الضوء عليها هي قرية وجمة المنعزلة في ولاية الرستاق، والتي تتواجد في نهاية مسار خطر.
أمعن النظر وستراها
وسمع محمدي عن قرية وجمة عبر صديق أشار إلى أنها تقع أسفل جبل شمس مباشرةً، وأنه يعلوها تكوين صخري مثير للاهتمام.
وتشجع المهندس على زيارة القرية عندما قيل له إنه سيتمكن من رؤية النقاط الصغيرة التي تشكلها القرية في الأسفل عند الوصول إلى قمة الجبل.
ولكن تبين أن الأمر غير صحيح، وشرح محمدي ذلك في مقابلة مع موقع CNN قائلاً إن "وجمة مموهة وغير مرئية من قمة جبل شمس على حد علمي".
ولكن، أعطاه ذلك دافعاً أكثر لزيارة القرية على أية حال، وهو أمر لم يندم عليه لاحقاً.
وعند البحث عن القرية بين التكوينات الجبلية التي تُحيط بك، قد تحتاج إلى التمعن، وإلا، فستضيع بين التضاريس الصخرية التي تحتضنها.
وإلى جانب الجرف الذي يعلو القرية، والذي يعطيها مشهداً درامياً وفقاً لتعبيره، يرى محمدي أن ما يجعل القرية وجهة مدهشة أيضاً هي كونها مثالاً على المرونة والعمل الجاد الذي يُعد جزءاً من الحياة القروية التقليدية في عمان.
وقال محمدي: "لأجيال، كان القرويون في وجمة يعيشون في هذا الموقع القاسي والمنعزل".
وفيها، بنى السكان منازلهم الجميلة، واعتنوا بحدائقهم المُدرجة بعناية، بينما كسبوا عيشهم من الزراعة وتربية الماشية.
وأضاف محمدي: "لقد تخلى الكثير الآن عن أسلوب الحياة هذا، ولكن ما هو رائع في وجمة، والعديد من القرى العمانية المذهلة الأخرى، هو أن نمط الحياة هذا لا يزال قائماً اليوم، ورؤية لمحة منه عن قرب أمر مدهش حقاً!".
الطريق إلى وجمة
ويمكن الوصول إلى قرية وجمة من العاصمة العمانية، مسقط، عبر الطريق السريع إلى ولاية الرستاق، واتباع اللافتات حتى تصل إلى وادي السحتن. ويتواجد المنعطف إلى قرية وجمة قبل قرية الفراعة.
وبهذه الطريقة، يمكن للمرء الوصول إلى القرية في غضون أكثر من ساعتين بقليل، ولكن، يجب الأخذ بالاعتبار كون آخر 4 كيلومترات من الرحلة إليها تتواجد في مسار جبلي شديد الانحدار، الأمر الذي يتطلب مركبة رباعية الدفع، وشخصاً يعلم كيفية قيادتها، بحسب ما ذكره محمدي.
واحتضنت القرية العديد من العائلات في الماضي، وباستثناء العائلة الوحيدة التي تقطنها، تُعد القرية مهجورة تقريباً.
ومع ذلك، تنتقل تلك العائلة إلى قرية الفراعة خلال الفصل الدراسي لتجنب الطريق الصعب إلى المدرسة كل يوم.
وانتقلت معظم العائلات إلى الأسفل، لتبني منازلها بالقرب من الطرق المُعبدة، ووسائل الراحة الحديثة، بحسب ما قاله محمدي.
وأدى نقص المياه إلى تدمير مزارع قرية وجمة، ولكن لا يزال بعض السكان يعودون إلى القرية للعناية بمنازلهم، وأحياناً، مزارعهم.
ومع أنه يعمل كمهندس بدوام كامل، يحاول محمدي استكشاف البلاد مرة أو مرتين على الأقل في الشهر على الأقل، وتسليط الضوء على المزيد من الوجهات في مدونته.
ورغم استكشافه لعمان على نحو منتظم، لا يزال محمدي مندهشاً من الأماكن الجديدة التي كانت مجهولة بالنسبة له تماماً.