دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يشعر بعض الأشخاص عادة بحالة من الضياع وسط المطار الذي يعد مليئا بالممرات والبوابات والسلالم المتحركة.. فتخيل كيف يشعر فاقدوا البصر!
تواجه تشيكو أساكاوا، وهي عالمة كمبيوتر وباحثة في شركة "IBM"، هذا التحدي، فهي تسافر شهرياً بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
وفي حال كانت أساكاوا تسافر وحدها، يرافقها عادة موظفي المطار، ما يحرمها من استقلاليتها ويجعلها تنتظر مطولاً.
وبدورها، ابتكرت أساكاوا حقيبة ذات تقنية عالية تساعدها في الوصول إلى وجهتها بأمان وكفاءة. وتعد هذه الحقيبة مليئة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار، والعديد من التقنيات الموجودة في سيارة ذاتية القيادة.
وتستخدم الحقيبة الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة للبيئة المحيطة بها، كما تعمل على حساب المسافات بين المستخدم والأشياء الثابتة والمتحركة.
ويمكن استخدام تطبيق الهاتف المحمول لبرمجة طريقك، وبالتالي تخطط الحقيبة مسارك وتوجهك باستخدام الاهتزازات في مقبضها.
وتتميز الحقيبة أيضاً بتقنية التعرف على الوجه، والتي يمكنها إخطار المستخدم في حال وجود أحد الأصدقاء بقربه.
ويعد هذا المفهوم قيد التطوير منذ عام 2017، بالتعاون بين شركة "IBM" وشركات يابانية أخرى، وجامعة "كارنيغي ميلون" في بنسلفانيا.
تقول أساكاوا إن هناك خطط لتجربة الحقيبة في المطار ومراكز التسوق والأماكن العامة الأخرى. ورغم أن النسخة التجريبية هي تكنولوجية، بحيث لا يمكن أن تحزم فيها أي ملابس، إلا أن ذلك قد يتغير مستقبلاً.
وكانت أساكاوا عداءة شغوفة بأحلام أولمبية منذ طفولتها، لكن حادث السباحة في سن الـ11 جعلها تفقد بصرها تدريجياً حتى بلغت 14 عاماً، وأصبحت كفيفة تماماً.
تقول: "لا أرتاح أبداً عند السفر بمفردي.. أفكر دائماً في التكنولوجيا التي ستساعدني في السفر بشكل أسهل وأسرع وأكثر راحة".
وتضيف أنه يمكن استخدام الحقيبة أيضاً لمساعدة المكفوفين على التنقل في المدن، بينما يمكن استخدام تقنية التعرف على الأشياء لتحديد الألوان، وهي مفيدة عند شراء الملابس، كما تقول مبتكرتها.
وتقول أساكاوا: "سيفتح ذلك أبواباً كثيرة للمكفوفين، لأننا سنكون قادرين على الذهاب إلى أي مكان بأنفسنا". وتتوقع أيضاً أن التكنولوجيا ستتطور بشكل طبيعي، حيث ستصبح عناصرها أصغر وأخف وزناً وأكثر قوة.