دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط الرمال الحمراء لصحراء تبوك الواسعة في المملكة العربية السعودية، تبدو "مغاير شعيب" وكأنها ظهرت من العدم، فما حكايتها؟
تقع "مغاير شعيب" إلى الشمال الغربي من منطقة تبوك بحوالي، 225 كيلومتراً، في محافظة البدع، وهي إحدى محافظات تبوك، وفقاً لموقع وزارة السياحة السعودية.
ومغاير شعيب" هي عبارة عن مقابر منحوتة في الصخر، واشتهرت هذه المدينة القديمة بأنها كانت عاصمة لحضارة مدين الشهيرة، الوارد ذكرها في القرآن.
وتُعتبر واحة قديمة سماها بطليموس بالعيينة، بها قبور منحوتة في الصخور تعود إلى العصر النبطي، كما يوجد بها موقع لمدينة قديمة من الفترة الإسلامية المبكرة تعرف باسم "الملقطة".
والجدير بالذكر أن "مغاير شعيب" تتشابه في تكوينها وزخارفها مع الصخور الرملية المنحوتة في مدائن صالح بمدينة العلا.
وتوضح مدونة رحلات السفر البريطانية، شيلا أنتوني، لموقع CNN بالعربية، أنه يمكن الوصول إلى موقع مغاير شعيب بسهولة من خلال الطريق الرئيسي الذي يمر عبر منطقة البدع.
وتشرح أنتوني، المقيمة في السعودية: "في البداية تمر بمركز الزوار ثم يأخذك الطريق إلى موقف للسيارات، بالقرب من موقع الكهوف".
وتصف أنتوني أن الكهوف والمقابر المحفورة في سفح تل جبل المصلى تنتشر أمام الزوار، وتختلف بين بعضها البعض بشكل كبير، مشيرةً إلى أن بعضها عبارة عن جوانب منحنية بدون منحوتات رسمية على الإطلاق، أما البعض الآخر فيشبه النسخ المصغرة للمقابر النبطية في مدائن صالح.
وتوضح أنتوني أن الذهول يسيطر على الزائر داخل هذه الكهوف، إذ يحتوي بعضها على فتحات مربعة في الجزء الخلفي من الكهف، بينما يوجد في البعض الآخر، أي تلك ذات الواجهات المنحوتة، حفراً مستطيلة في الأرض.
وتتساءل أنتوني عما إذ عاش الناس قديماً في تلك الكهوف، واستخدموا المقابر لإيواء موتاهم، بحسب ما ذكرته.
وتؤكد أنتوني أنه يمكن وصف مغائر شعيب بأنها مصغر لمدائن صالح، إذ تحمل المقابر النمط النبطي ذاته.
وقامت أنتوني بزيارة موقع مغائر شعيب عدة مرات، مؤكدةً أنها في كل مرة تشعر بأجواء الهدوء والسلام.
وتضيف :"هناك شيء سحري ويكاد يكون مؤلماً في هذه المنطقة، إذ يمكنك أن تشعر بالتاريخ ينضح من الصخور".
ولأن هناك الكثير من الدرجات والأرضيات غير المستوية في الموقع، تنصح أنتوني بارتداء أحذية مناسبة.
وعلى عكس مدائن صالح، يمكن للزوار الاقتراب من هذه الكهوف والمقابر من أجل تخيل ما حدث فيها بالماضي، بحسب ما ذكرته أنتوني.
أما مركز الزوار، الذي يقع أسفل التل فيستحق الزيارة برأيها، لما يحتويه على الكثير من اللوحات التعريفية المزودة بالصور والمعلومات عن تاريخ المكان باللغتين العربية والإنجليزية.