دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كواحدة من أكثر الدول تضرراً من جائحة فيروس كورونا، انتقلت إيطاليا من كونها نقطة جذب سياحي إلى منطقة محظورة في غضون أسابيع في وقت سابق من هذا العام.
ومن المستحيل التنبؤ بمدى نجاح الوجهة الأوروبية في مواجهة هذه الأزمة خلال الأشهر المقبلة، ولكن يبدو أن "كوفيد-19" كان له تأثير إيجابي واحد على الأقل على قطاع السياحة المتعثر.
ونظراً لأن التباعد الاجتماعي أصبح إجراء معتاداً في معظم أنحاء العالم، فإن الوجهات الإيطالية الأقل شهرة تلقى اهتماماً كبيراً في عصر فيروس كورونا.
وأصبحت المواقع الأقل ازدحاماً التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، وتراثاً تاريخيًا مثيراً للإعجاب، وطعاماً تقليدياً أكثر جاذبية، وتساعد شعبيتها المتزايدة على إنقاذ بعض القرى المهجورة في البلاد.
وقال فيوريلو بريمي، رئيس نادي "I Borghi Più Belli d'Italia"، نادي النخبة الذي يهدف لتعزيز وتوحيد بعض من أجمل القرى والبلدات الإيطالية،لـCNN، إن أزمة فيروس كورونا وقيود السفر ذات الصلة دفعت العديد من الإيطاليين لاكتشاف وتقدير الأماكن القريبة من منازلهم.
وبحسب ما ذكره بريمي، فإن سحر اكتشاف إيطاليا الأصلية "بطيئة الخطى، والمخفية، وغير المعروفة" هو ما يجذب الزوار إليها.
وأشار بريمي إلى أن المدن والوجهات الشعبية تكون مزدحمة ومحفوفة بالمخاطر، بينما تضمن القرى الصغيرة الالتزام بإجراء التباعد الاجتماعي.
وأوضح بريمي أن "الناس يرغبون في زيارة مكان جميل، وآمن، وهادئ يحتوي على كل شيء في مساحة صغيرة"، مضيفاً أنهم لا يرغبون في التعرض لمخاطر العدوى.
ويجب أن تستوفي القرى والبلدات الإيطالية معايير مختلفة للتأهل لعضوية النادي، منها أن تضم المباني التاريخية في حالة جيدة والتي لها تراث معماري أو طبيعي معتمد، كما يجب أن تقدم خدمات جيدة للزوار، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية والجوانب الثقافية "غير الملموسة" الأخرى.
وفيما يلي 10 من أحدث الإضافات إلى نادي القرى الصغيرة الأجمل في إيطاليا، والتي تعد مثالية لتطبيق إجراء التباعد الاجتماعي.
بلدية "مونتيليوني دورفييتو"، إقليم أومبريا
تقع هذه البلدة الصغيرة على قمة تل بالقرب من روما في منطقة أومبريا، وتوفر واحدة من أكثر المناظر المذهلة لوسط إيطاليا عبر سلسلة جبال "Apennine" المتعرجة.
ويُطلق على بلدية "مونتيليوني دورفييتو"، التي تحيط بها الغابات البرية والجداول، اسم "الجزيرة الحمراء التي ترتفع من بحر أخضر" بفضل الطوب الأحمر المميز الموجود في العديد من مبانيها.
ونشأت القرية في الأصل من قلعة مراقبة بُنيت لحماية بلدة أورفيتو المجاورة من الهجوم في الأيام التي كانت فيها إيطاليا مقسمة إلى مجتمعات متنازعة.
وفي حين أن القلعة لم تعد سليمة، لا يزال من الممكن العثور على بقايا جدرانها وأبراجها المحصنة.
ومع المناظر الطبيعية التي تنتشر فيها بساتين الزيتون والفاكهة ومزارع الحبوب، بالإضافة إلى المبنى التاريخي مع إطلالة بانورامية على المنطقة، تعد القرية الجذابة واحدة من أجمل الأماكن غير المعروفة في إيطاليا.
بلدية "مونتي سانت أنجلو"، إقليم بوليا
تقع هذه البلدة على المنحدرات الجنوبية لمونتي غارغانو، وتعد واحدة من "القلاع البيضاء" الشهيرة في إقليم بوليا، والتي سميت بمنازلها ومبانيها البيضاء الخلابة.
وتضم القرية المنعزلة اثنين من مواقع التراث العالمي المدرجة في قائمة اليونسكو، وهما غابة "فوريستا أومبرا" من أشجار الزان القديمة ويُعتقد أنها مسحورة، وحرم رئيس الملائكة ميخائيل، وهو عبارة عن نقش يتضمن سبعة آثار مهمة في إيطاليا تسلط الضوء على إنجازات القبيلة الجرمانية.
وتوفر البلدة الواقعة على قمة التل إطلالات رائعة على "غارغانو"، وتقيم العديد من المهرجانات التقليدية حيث يمكن للزوار تجربة بعض أفضل المأكولات للذواقة في بوليا مثل معكرونة الأوريكيت محلية الصنع مع اللفت، و"بسكويت المضيف" المليء باللوز المحمص.
بلدية كاسولي، إقليم أبروتسو
تعد هذه البلدة التي تعود إلى القرون الوسطى واحدة من أكثر القرى إثارة للاهتمام بفضل العديد من الجداريات الجميلة التي تغطي مبانيها.
وتحيط بهذه القرية كروم العنب وبساتين الزيتون، وهي عبارة عن متاهة من الأزقة المليئة بالقصور المزخرفة والمساكن الملونة، والتي يمكن الاسترخاء فيها حتى قلعة Castello Ducale" المتدلية، التي بناها النورمان في القرن الحادي عشر.
وتقع القرية على ارتفاع 1240 قدماً فوق مستوى سطح البحر، وتطل على الغابات والأودية والبحيرات والأنهار، وتوفر إطلالات رائعة تمتد من جبال "Majella" البرية ، إلى أكواخ الصيادين في ساحل "Trabocchi" على شاطئ البحر الأدرياتيكي.
وتقدم البلدة عدداً من الأطعمة المتخصصة مثل المعكرونة القصيرة المتداخله التي تسمى "cazziarelli".
باسانو في تيفرينا، منطقة لاتيوم
تقع هذه البلدة بالقرب من مدينة "Viterbo" وسط إيطاليا، على صخرة تطل على جزء من وادي Tiber.
ويعتبر الماضي المظلم والمقلق لقرية الإتروسكانية القديمة مصدر جذب للزوار.
ووفقاً للأسطورة، تحولت مياه نهر التيبر الصافية إلى اللون الأحمر بالدم عندما هُزم الأتروسكان على يد الإمبراطورية الرومانية، كما هزت القرية أيضًا نزاعات عنيفة بين العائلات المحلية في القرن التاسع عشر.
ثم خلال الحرب العالمية الثانية، انفجر قطار ألماني محمل بالذخيرة بالقرب منها، ودمر العديد من المنازل والمباني، وظلت مهجورة لعقود من الزمن.
ومن أشهر معالمها برج الساعة، الذي تم بناؤه لتحصين برج الجرس في كنيسة سانتا ماريا دي لومي القريبة.
وتشمل المعالم البارزة القريبة حديقة الوحوش للمهندس المعماري بيرو ليجوريو، والتي تتكون من منحوتات حجرية لوحوش ومخلوقات أسطورية، ومدينة الأشباح "Chia Vecchia".
بلدية مونتيكياروغولو، إقليم إميليا رومانيا
تقع هذه البلدة في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، وتشتهر بإنتاج الحليب المستخدم في صناعة جبن "بارميجيانو ريجيانو".
ويهيمن على هذه القرية الساحرة إلى حد كبير قلعة عصر النهضة التي تعود للقرن الخامس عشر.
وتقع قلعة مونتيكياروغولو، وهي ملك لعائلة أرستقراطية قامت بتأجيرها للمناسبات الخاصة، على الحدود بين مدينتي بارما وريجيو إيميليا، ولا تزال جدرانها المحصنة سليمة، فضلاً عن أنقاض جسر متحرك.
ويشاع أن القلعة يطاردها شبح ساحرة شابة هربت من معذبيها ووجدت مأوى هناك.
وتتزين القلعة من الداخل بلوحات جدارية جميلة، بينما تقع الحدائق الخلابة المزينة بالتماثيل داخل جدرانها العالية.
وبالعودة إلى القرن الثامن عشر الميلادي، كان قرويو البلدة من بين الأوائل في إيطاليا الذين أطلقوا معارك انفصالية ضد القوات الغازية ويشاع أن العلم الوطني الإيطالي الأخضر والأبيض والأحمر وُلد هنا.
بلدية تروبيا، إقليم كالابريا
تقول الأسطورة إن تروبيا أسسها البطل الأسطوري هرقل.
تشتهر هذه القرية الصغيرة الواقعة على ساحل كالابريا بثمار البصل الأحمر الصحي، وتعرف القرية بلقب "لؤلؤة البحر التيراني".
وتعد القرية إحدى مواقع التراث العالمي المدرجة في قائمة اليونسكو، وتقع على طول "ساحل الآلهة" الأسطوري، المشهور بمنحدراته الجرانيتية البيضاء المذهلة، والخلجان المنعزلة، والمياه الزرقاء المتلألئة والشواطئ الخلابة.
وتعتبر كنيسة "سانتا ماريا ديل إيزولا" الخلابة، والتي ترتفع على صخرة بحرية بارزة على شكل سلحفاة تلوح في الأفق فوق شاطئ شهير، الرمز الرسمي للقرية المليئة بالأزقة والقصور النابضة بالحياة.
بلدية فيتورشيانو، منطقة لاتيوم
تقع القرية يقع على بعد حوالي 70 كيلومتراً شمال غرب روما، وتجلس على قمة تل يميل لونه إلى الحمرة ويتدلى من ممر عميق يشبه الفطر العملاق.
يعود تاريخ المدينة إلى العصور الأترورية، وهي عبارة عن وهم بصري من بعيد،حيث أن مساكنها البسيطة منحوتة على التل ذاته، مما يجعل من الصعب رؤية أين تنتهي الصخرة وتبدأ.
وتحت الصخور، ترتفع شجيرات خضراء مورقة على طول الطريق حتى الأسطح الصفراء والمداخن المدببة للمنازل المحلية.
وتوجد العديد من الشقوق والكهوف داخل القرية التي يُعتقد أنها استُخدمت كمخابئ لقطاع الطرق خلال العصور الوسطى.
ويوفر موقع القرية الفريد مناظر رائعة، مع الأزقة والأقواس الضيقة المرصوفة بالحصى في المدينة التي تؤدي إلى فتحات الجدران ذات المناظر الخلابة فوق الهوة.
أما بالنسبة للطعام، فإن الطبق المميز للقرية هو عبارة عن معكرونة حارة مصنوعة من باستا كافاتيلي مع الفلفل الحار، والثوم، وصلصة الطماطم، والشمر البري.
قرية ستراسولدو، منطقة فريولي
تمتلك هذه القرية التي تعود للقرون الوسطى في المنطقة الشمالية من فريولي قلعتين محصنتين.
وكلاهما محاط بحدائق مورقة مليئة بالزهور الغريبة، والطيور البرية، والجداول التي تتدفق إلى البحيرات والغابات القريبة.
ويبدو وسط القرية الذي يحتفظ بمعالمه وكأنه توقف به الوقت مع مرور الزمن، مع مسارات مرصوفة بالحصى تؤدي إلى جدران بانورامية محصنة.
بلدية لوسينيانو، إقليم توسكانا
يبدو مشهد بلدة "Lucignano" من الأعلى وكأنها ثعبان ملتف.
تقدم عمارة البلدة المحفوظة جيداً لمحة عن عالم العصور الوسطى.
وتعد قلعة "Castello di Lucignano" المذهلة من المعالم البارزة الأخرى، إلى جانب ضريح Madonna della Querce، حيث اجتمعت الأمهات غير القادرات على إنتاج حليب الثدي من أجل الشرب من بئر "المعجزة". بحسب ما قيل.
بلدة "Morro d'Alba"، مقاطعة أنكونا
تخفي هذه البلدة الصغيرة الواقعة على قمة تل في منطقة ماركي شبكة من الأنفاق تحت الأرض التي تنتظر من يكتشفها.
تتميز البلدة بهيكلها المعماري الفريد "La Scarpa"، وهو ممر ذو مناظر خلابة بطول 300 متر.