كندي يتطوع لنقل أسرة أمريكية عالقة لمسافة تزيد عن 1000 ميل وسط عاصفه ثلجية من بلده إلى ألاسكا

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعرف عن الكنديين بأنهم شعب لطيف، وهذا الرجل الكندي يعد خير مثال على هذه النظرية، بعد أن نقل مجموعة من الغرباء، وهي أسرة أمريكية مكونة من أم وطفليها، وزوج من الكلاب، وقطة، لمسافة تزيد عن ألف ميل عبر عاصفة ثلجية، إلى ألاسكا.

واحتاجت الأمريكية لين مارشيسولت أن تسافر من جورجيا إلى ألاسكا، مع ابنها بايتون البالغ من العمر 13 عاماً، وابنتها ريبيكا البالغة من العمر 10 أعوام، وحيواناتها الأليفة. 

أما عن زوج مارشيسولت، تيم، فهو رقيب في الجيش الأمريكي ومتمركز  في مدينة فيربانكس بألاسكا.

لذا قامت مارشيسولت بحزم جميع الأمتعة، واشترت شاحنة دفع رباعي يمكنها التعامل مع ظروف فصل الشتاء في ألاسكا ووضعت خططاً لمغامرة عائلية عبر البلاد خلال الأيام المعتدلة في أوائل الخريف.

وانتظرت مارشيسولت شهوراً للحصول على وثائق السفر التي ستسمح لها بالقيادة من جورجيا عبر كندا وحتى ألاسكا.

وبسبب فيروس كورونا، وضعت كندا إرشادات صارمة للأمريكيين الذين يسافرون عبر البلاد في طريقهم إلى ألاسكا.

وبحلول الوقت الذي قامت فيه بترتيب وضعها، تم تأجيل رحلة مارشيسولت في سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني.

وإلى جانب القيود التي فرضتها عليها الحكومة الكندية، كانت مارشيسولت تعلم أنها يجب أن تحافظ على وتيرة قيادة جيدة لتجنب أسوأ طقس شتوي.

وبالفعل سارت أول 3000 ميل من الرحلة على نحو جيد، إذ كان الطقس جيداً.

وعندما وصلت العائلة إلى كندا عبر مقاطعة ساسكاتشوان، فحصت سلطات الحدود أوراق مارشيسولت وحذرتها من الالتزام بالطرق الرئيسية والتوقف فقط عند الضرورة للحصول على الطعام أو الوقود.

وكان على العائلة أن تتناول الطعام على الطريق، حتى في الفنادق التي مكثوا فيها على طول الطريق. وتم تخصيص خمسة أيام لمارشيسولت بالقيادة عبر كندا والوصول إلى حدود الولايات المتحدة في ألاسكا.

وخلال اتجاهم نحو الشمال، ساءت ظروف الطقس، وكانت مارشيسولت تواجه الظروف الشتوية القاسية للمرة الأولى، ثم نفد سائل مسح الزجاج الأمامي وتغطت نوافذ السيارة بثلوج إلى الحد الذي لم تستطع فيه متابعة القيادة، كما أن إطارات السيارة كانت بحاجة إلى الاستبدال.

لذا اضطرت مارشيسولت إلى التوقف في محطة الوقود وفي هذه المرحلة، كانت يائسة من كيفية اتمام رحلتها في هذا الطقس لدرجة أنها بدأت تبكي.

وفي تلك اللحظة رأتها امرأة وسألتها إذا كانت بحاجة إلى المساعدة، عندها شرحت مارشيسولت للمرأة كيف أنها تواجه صعوبة في متابعة طريقها بسبب الإطارات، وعندما تفقدت المرأة إطارات سيارة مارشيسولت، وجدت أنها إطارات لا تصلح للطقس الشتوي لذلك قررت أن تنقل مارشيسولت إلى متجر الإطارات، حيث تمكنتا من تغييرها على الفور.

ولكن في هذه المرحلة لم تعد مارشيسولت تريد القيادة، وأخبرت زوجها عبر الهاتف أنها تريد أن تنقلهم دوريات الحدود من موقعهم الحالي. 

وعثرت عائلة مارشيسولت على فندق وذهبوا للمبيت، وبدأ الأشخاص اللطفاء في وونوون، كولومبيا البريطانية وما حولها، في العمل، ونشروا نداءاً على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لأي شخص يمكنه أن ينقل عائلة مارشيسولت على بعد 1056 ميلًا الأخيرة إلى الحدود مع ألاسكا.

وتستغرق الرحلة مع سائق جيد، على دراية بطريق ألاسكا السريع المحفوف بالمخاطر، حوالي يومين.

ولم يكن الزوج متحمساً لفكرة وجود شخص غريب يقود عائلته إلى هذا الحد، ولكنه لم يكن قادراً قانونياً على دخول كندا أثناء الجائحة ليذهب إليهم بنفسه.

وإذا لم تصل عائلة مارشيسولت إلى الحدود قريباً، فسوف تتجاوز الخمسة أيام كحد أقصى التي أعطيت لهم للوصول إلى ألاسكا.

وكان غاري باث، الحارس الذي تشمل وظيفته تدريب أفراد من الجيش الكندي للبقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي، في المنزل عندما رأى منشور صديقه عن العائلة الأمريكية التي تقطعت بها السبل.

وقال باث: "بعد مشاهدة المنشور لبعض الوقت، لم أجد أحدًا قادراً (على المساعدة)، لذلك تحدثت إلى زوجتي واتخذنا قراراً بأنني سأقودها طوال الطريق إلى الحدود".
والتقت العائلتان عبر الإنترنت، وعندما قررا أنهما مرتاحان للخطة، سافر باث وزوجته لمقابلة العائلة في الفندق.

وبينما تعترف مارشيسولت بأن القيام بالرحلة في وقت متأخر من العام تبين أنه خطأ في حكم، فإن السماح لباث بقيادة السيارة لم يكن كذلك.

ومع وجود باث خلف عجلة القيادة، تمكنت من الاسترخاء والتفكير فيما مرت به عندما كانت تحاول القيادة في الظروف ذاتها.

ووجد باث أن القيادة الطويلة هادئة، باستثناء الإطارات المنفوخة التي تم إصلاحها بسرعة، كما أنه استمتع بوقته مع عائلة مارشيسولت.

وبمجرد وصولهم إلى نقطة تفتيش على الحدود الكندية، حيث سلمت عائلة مارشيسولت أوراقها، افترق الأصدقاء الجدد.

وقال مارشيسولت عن باث إنه توافقت معه منذ لحظة مقابلته في الفندق، وكأنه من أصدقاءها القدامى، مضيفةً أنها كانت رحلة رائعة وأن باث يستحق كل التقدير.