دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يميل محمد سمير إلى تصوير شتى الأماكن الغامضة والغريبة في السعودية، فشغفه قاده إلى تصوير وادي ماوان "الخفي" في جنوب مدينة الرياض، ورصد صخوره البيضاء وتشكيلاته الجيولوجية.. فكيف يمكن أن يذكرك هذا الوادي بالطبيعة في أمريكا؟
قال أحمد الجعيد، وهو مرشد سياحي ومنظم رحلات معتمد من وزارة السياحة ومدرب معتمد من الاتحاد العالمي لجمعيات الإرشاد السياحي، لموقع CNN بالعربية: "سمي الوادي بالخفي لكونه ظل غير معروف لدى عامة الناس لفترة طويلة.. ومع فتح الطرق ووسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت صوره وأصبح مزاراً سياحياً".
ويحتوي الوادي على تجويفات صخرية داخلية، تعرف بـ"القلتة"، حيث تحفظ عيون المياه والأمطار، مكونة بحيرات مائية، تجعل زائريها يستمتعون بالجلوس حولها والسباحة فيها.
وأوضح الجعيد أن هناك تشابه في التجويفات الصخرية مع الـ"غراند كانيون" بأمريكا، ما يجعله أيقونة سياحية تستحق الزيارة.
وكانت التجاعيد الطبيعية للوادي ولون صخوره البيضاء قد لفتت انتباه سمير (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)، الذي لم يشهد مثلها سابقاً. وأوضح: "عند النزول داخله، لا تستطيع سماع أي شي من الأعلى، حتى الهواء لا يتحرك داخله، المكان ساكن تماماً".
وقال سمير لموقع CNN بالعربية: "الوادي غريب.. يأتي بشكل مشقوق داخل الأرض المنبسطة من جميع الاتجاهات، ويمتد لمسافة كبيرة، كما يمتلئ غالباً في الشتاء بمياه الأمطار".
ومن أبرز الشواهد التي تدل على استيطان المنطقة هي وجود الحصون والقلاع وكذلك انتشار المزارع على جوانب الوادي نظراً إلى توفر المياه العذبة والأرض الخصبة، على حد قول الجعيد.
وهناك أيضاً الشواهد الأثرية في الوادي، كالمنشآت الحجرية والمباني التراثية، التي تؤكد على وجود الإنسان في العصور القديمة.
يمر الوادي الخفي، الذي يتجاوز طوله 20 كيلومتراً، بعدد من المدن والقرى، كما يتقاطع مع أودية أخرى، أبرزها وادي مويوين والقري والدلم.
لم يواجه سمير أي تحديات عند رصده هذا الوادي، لكن يوصي بالحذر من منحدراته الصخرية داخل الوادي أو على جانبيه.
ولاقت الصور استحسان العديد من متابعي أعمال المصور المصري، فلم يعلم كثيرون بوجود وادي ماوان أو يسبق لهم رؤيته، ما شجع بعضهم لزيارته.