دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد أن تشق طريقك إلى المقصورة السفلية للاختلاط مع الركاب الآخرين واحتساء مشروب منعش، على متن الطائرة، تعود إلى مقعدك لتتسلق السرير الموجود فوقه، ثم تتابع رحلتك عبر المحيط الأطلسي تحت أغطية دافئة.
ربما يبدو ذلك مجرد حلم أكثر من كونه حقيقة لمعظم الأشخاص الذين سافروا جواً.
لكن بالنسبة إلى الآخرين، إنها مجرد ذكرى بعيدة.
اعتادت المضيفة السابقة لخطوط "بان أمريكان"، برونوين روبرتس، الطيران على متن "بوينغ 377 ستراتوكروزر"، في أواخر الخمسينيات.
وكانت الطائرة مثالاً على الفخامة، حيث تتسع لحوالي 100 راكب.
وبسرعة تزيد قليلاً عن 300 ميل في الساعة، كانت الطائرة رائعة للرحلات عبر المحيط الأطلسي في الخمسينيات من القرن الماضي.
يقدم المطعم الفرنسي "Maxim's de Paris" الطعام على متن الطائرة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من العناصر الراقية، كمقبلات اللحم البقري الشهيرة.
قال جون لويتش، مؤرخ في مؤسسة متحف "بان أمريكان": "كانت للطائرات أفران خاصة بها، وعادة ما كان هناك لحم بقري طري مطبوخ على متن الطائرة ومقطع إلى شرائح أمامك".
وبينما تذوقت روبرتس كل أنواع الأطعمة، بدءاً من قطع لحم الضأن اللذيذة إلى الأجبان اللاذعة، إلا أن الكافيار كان المفضل لديها.
وبعد وجبة العشاء، يستطيع الضيوف النوم في المساء حتى موعد الوصول إلى وجهتهم. وكانت إحدى الميزات الخاصة للطائرات خلال هذا الوقت هو الأسرة العلوية.
بدلاً من وضع الأمتعة في المقصورات العلوية، يمكن للمسافرين سحب أسرتهم، والنوم فوق مقاعد الطائرة.
لم تتح الفرصة لروبرتس للنوم في واحدة بنفسها، لكنها كانت قادرة على تجربتها بين الرحلات الجوية.
قالت: "اختبرتها عندما كنا على الأرض، وكان المكان واسعاً للغاية.. يستطيع الرجل الطويل أن يتمدد، فكانت مريحة للغاية".
لم تعد تستخدم الطائرة من طراز "بوينغ 377 ستراتوكروزر" اليوم، ولكن لا يزال إرثها قائماً. تقدم مؤسسة متحف "بان أمريكان" معرضاً خاصاً بالطائرة في مدينة نيويورك، وهو مليء بالصور والتذكارات.
تقول روبرتس إن الكثير قد تغير في قطاع الطيران اليوم، حيث استبدل الكافيار بالبسكويت ولحم البقر بوجبات يتم تسخينها في الميكرويف.
وفي حين أنها تفتقد السفر على متن طائرات مثل "بوينغ 377 ستراتوكروزر"، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن روبرتس تشعر بالامتنان لتجربة ما فعلته.
وقالت روبرتس: "كان وقتاً رائعاً للطيران.. إنها ذكرى رائعة".