دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع سلاسل جبالها الشاسعة وشواطئها الرملية وغاباتها الشاهقة، تعد كيب تاون مكاناً يهيمن عليه العالم الطبيعي، مما يدعو الزوار إلى التوقف والاستمتاع بكل شيء.
ويوجد في أقصى جنوب إفريقيا شعار غير رسمي، وهو "أبطئ، إنها كيب تاون"، ولكن هذه الكلمات اتخذت معنى جديد خلال جائحة "كوفيد-19".
وتوقف كل شيء في مارس/ آذار العام الماضي، عندما بدأ الإغلاق الشتوي الطويل لمحاربة الموجة الأولى من فيروس كورونا في البلاد.
وفي الشهر الماضي، أصبحت جنوب إفريقيا أول دولة أفريقية تسجل أكثر من مليون حالة "كوفيد-19".
وعلى الرغم من أن حدودها فتحت أمام المسافرين الدوليين في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي لتحفيز السياحة خلال الصيف، إلا أن سلالة جديدة من فيروس "كوفيد-19" دفعت الدول إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى جنوب إفريقيا في يناير/كانون الثاني الجاري.
فبدلاً من حشد الأجانب على خليج كامبس وجبل تيبل، فإن السياح الوحيدين القادمين هم من جنوب إفريقيا الذين يعيشون في الخارج والذين خاطروا بالعودة إلى ديارهم.
وقبل احتفالات رأس السنة الجديدة، أعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، عن إغلاق العديد من شواطئ البلاد وفرض حظر على بيع واستهلاك المشروبات الكحولية.
وتجاوبت الحانات والمطاعم بسرعة، حيث تقدم البيرة غير الكحولية والموكتيلات، وظهرت سوق سوداء من الحظر حيث بدأ السكان المحليون في بيع المشروبات الكحولية لأعلى المزايدين.
ولكن القيود الجديدة لم تثبط الروح في المدينة، لقد تكيف السكان ببساطة، حيث اختار الكثيرون قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق لاستكشاف الجبال على أعتاب منازلهم.
وقالت لارا كيرسويل الجنوب أفريقية، التي عادت إلى وطنها من لندن خلال العطلة، إنها وجدت الأجواء هادئة إلى حد ما.
وأوضحت كيرسويل لـ CNN أنه عادةً ما يكون لشهر ديسمبر/ كانون الأول طاقة جيدة، إذ يحرص الجميع على الاستمتاع بنهاية العام، ولكن هذا العام يبدو صامتاً للغاية، إذ يجب ترتيب الأمور مسبقاً والتحقق منها للتأكد من أن الجميع يتمتعون بصحة جيدة.
وأضافت كيرسويل: حتى بعد ذلك، لا بد أن تتغير الخطط في اللحظة الأخيرة بسبب متطلبات العزلة أو الإرشادات الجديدة.
وهذه المرة غيرت كيرسويل خطط حضور الحفلات والمهرجانات والمطاعم المزدحمة للتنزه والمشي لمسافات طويلة والسباحة.
ولكن من الصعب تجاهل الحقائق وسط الجائحة، حتى أثناء نشاط يبدو بسيطاً مثل زيارة بركة المد والجزر الشعبية على ساحل خليج فالس.
وبالنسبة لجوي بنجامين، وهو جنوب أفريقي يعيش حالياً في باريس، كانت العودة إلى الوطن أيضاً فرصة لقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق.
وقال بنيامين إنه يقدّر هواء البحر والحدائق والجبال القريبة، بعد قدومه من باريس المغلقة.
وشعرت سارة كاردن، وهي جنوب أفريقية أخرى عادت إلى الوطن من المملكة المتحدة، بأنها محظوظة لأنها لا تزال قادرة على القيام بكل الأشياء التي تستمتع بها عند زيارة المدينة.
وقالت كاردن لـ CNN: "أحب ركوب الدراجات، لذلك كنت على طول الساحل عدة مرات على دراجتي والطرق مليئة براكبي الدراجات والمشاة". "أعتقد أن الجميع يشعر بالأمان في الهواء الطلق."
وبينما استعاد السكان المحليون مدينتهم خلال هذه الفترة غير المؤكدة، هناك تذكير دائم بمن أصابتهم الجائحة بشكل أكبر، أي المشردون في كيب تاون.
وخلال الإغلاق الأول، تم إخراج المشردين من الشوارع ووضعهم في ملاجئ مؤقتة مثل الملاعب الرياضية الفارغة.
ولكن مع وجود المرافق بكامل طاقتها، لم يكن أمام المشردين خيار سوى نصب الخيام في رقعات من العشب ومواقف مهجورة في جميع أنحاء المدينة.
مثل أي رحلة إلى كيب تاون ، إذا كنت تغامر خارج حانات الواجهة البحرية ومزارع النبيذ، فمن الواضح أن سحر المدينة مخصص وسيظل دائماً للأثرياء.