دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما أعلن مهرجان "Göteborg" السينمائي السويدي عن مسابقة تدعو عشاق الأفلام لقضاء سبعة أيام في مشاهدة الأفلام بمفردهم في جزيرة معزولة تتضمن منارة، أثار الأمر اهتمام الممرضة السويدية ليزا إنروث.
وقررت إنروث، التي تبلغ من العمر 41 عاماً، التقدم للمسابقة لأخذ استراحة من عملها المتواصل في قسم الطوارئ بمسقط رأسها في سكوفده.
وبعد اكتشافها أنها اختيرت من بين حوالي 12 ألف متقدم تقريباً لقضاء أسبوع على جزيرة "هامنسكار" السويدية، قالت إنروث لـCNN بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني: "بدا الأمر كفكرة جيدة آنذاك".
وتحتضن الجزيرة منارة حديدية تُدعى "باتر نورس"، وكانت إنروث متوترة ومتحمسة بشأن هذه التجربة.
الانطباع الأول
وبتاريخ 30 يناير/كانون الثاني، استقلت إنروث قارباً صغيراً مع ربان لبدء رحلتها إلى الجزيرة، وكان قلبها ينبض.
وكانت الرحلة إلى الجزيرة مذهلة. وأما عن انطباعها لدى رؤية الجزيرة، فقالت: "لقد كانت جميلة، وصغيرة، وهادئة".
وعندما تُركت بمفردها، أغلقت إنروث باب كوخ المنارة وجلست على الأريكة، ولم يكن هناك إلا الهدوء بعد سماعها محرك القارب وهو يغادر.
العيش في عزلة
ولأسباب تتعلق بالسلامة، قال المخرج الفني للمهرجان، جوناس هولمبرج، لـCNN إنه سيكون هناك شخص آخر سيبقى على الجزيرة، ولكنه سيبقى بعيداً.
وخضع كوخ المنارة الذي أصبح منزل إنروث لأسبوع للتجديد مؤخراً من قبل وكالة التصميم "Stylt"، ولذلك، فهو لم يكن أنيقاً فحسب، بل كان مجهزاً بشكل جيد أيضاً.
وقال هولمبرج إن وجود سرير ناعم وطعام شهي كانا يُعتبران بمثابة جزء من الصفقة، فالتجربة لا تتعلق بالقدرة في البقاء على قيد الحياة.
وراقبت إنروث شروق الشمس كل صباح، ثم تناولت الإفطار في مطبخها، وقالت: "ضوء الشمس لا يصدق".
وتوفرت مساحة لممارسة الرياضة في الموقع، واستخدمتها إنروث كل يوم، كما أنها حرصت على الصعود لأعلى وأسفل المنارة لتنشيط قلبها.
وبعد تناول إنروث لوجبة الفطور، تستعد للاستمتاع بيومها، واستكشاف جدول المهرجان السينمائي، وقضاء الوقت أيضاً في الرسم، والمشي، والعمل على فيديوهات مصورة توثق يومياتها.
ولم تجلب إنروث هاتفها وحاسوبها المحمول معها، كما نصت التعليمات، ومنحها ذلك شعوراً بالراحة، فقالت: "كان من الرائع ألا تكون متعلقاً بهاتفك، وأن تشاهد فيلماً دون إلهاء".
وبسبب عدم قدرتها على التحقق من الأخبار، أو معرفة ما يجري مع أحبائها، بدأ خيال إنروث، الذي غذته الأفلام، في إطلاق عنانه. وكانت قلقة من أن فيروس كورونا ازداد سوءاً أثناء غيابها.
وكان إنتاج الفيديوهات المصورة لتوثيق يومياتها بمثابة تجربة جديدة بالنسبة لها أيضاً، ومع أن إنروث تملك حساباً على موقع "فيسبوك"، إلا أنها لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، ولم تكن لها الكثير من الخبرة في تصوير نفسها وهي تتحدث إلى الكاميرا.
واستمتعت إنروث بوجود متنفس لأفكارها، إذ قالت إن من أغرب الأشياء هي مشاهدة الأفلام وعدم القدرة على مناقشتها مع أي شخص بعد ذلك، سواء بشكل شخصي أو عبر الإنترنت.
وأدركت أنه خلال مشاهدتها للأفلام في المنزل، كان من السهل الوصول إلى هاتفها أو تشتيت انتباهها بشيء في المنزل، ولكن، الأمر مختلف في الجزيرة.
دروس من العزلة
وعادت إنروث إلى منزلها في 7 فبراير/ شباط، وباشرت بالعمل في اليوم التالي.
وترى إنروث أن الجزيرة علمتها ألا تتسرع كثيراً، وشرحت قائلةً: " "بالطبع في العمل، ستكون هناك ضغوط وأشياء من هذا القبيل. ولكن في أوقات فراغي، أعتقد أنني سأشعر بتحسن إذا أخذت الأمور بروية".