دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت نيكول هيدالغو تتطلع إلى حضور حفل زفاف صديقها منذ شهور.
وفي ربيع عام 2016، سافرت هيدالغو من نيويورك حيث تقيم إلى مدينة إشبيلية التاريخية بإسبانيا لحضور حفل زفاف صديقها المقرب خوسيه بلايا.
والتقى بلايا وهيدالغو قبل ست أعوام، عندما انتقل بلايا من إسبانيا إلى شقة هيدالجو في نيويورك. وأصبح الشريكان في الغرفة أصدقاء، واستكشفا المدينة معاً، وقضيا أوقاتاً في حانات مانهاتن على السطح، وقاما بتعليم بعضهما البعض لغاتهما الخاصة.
وتقول هيدالغو: "اتضح أنها صداقة عظيمة من النوع الذي تشعر فيه نوعاً ما بأنك على صلة بهذا النوع من الأشخاص على الفور".
وعندما غادر بلايا نيويورك، بقي الصديقان على اتصال.
والآن، كان بلايا يستعد للزواج وكانت هيدالغو سعيدة لأن تكون جزءاً من هذه المناسبة، كما أحضرت معها صديقها آبي وود ليرافقها.
وسافرت هيدالغو مع صديقها إلى مدريد، وقضيا بضعة أيام في مشاهدة معالم المدينة قبل التوجه إلى إشبيلية، وكانا يشعران بالحماسة للحاق بزفاف بلايا وزوجته المستقبلية ماريا، ولكن لم يكن من المقرر أن تقابل هيدالغو أياً من أصدقائها المشتركين مع بلايا حتى يوم الزفاف.
وفي صباح يوم الزفاف، بعد أن استعدت هيدالغو ووود للحدث السعيد بارتداء ملابس مثيرة للإعجاب، قررا ركوب سيارة أجرة إلى الكنيسة حيث يقام الزفاف، اعتقاداً منهما أنه الخيار الأسهل.
وتتذكر هيدالغو: "لم نكن نعرف إلى أين نذهب، ولم نرد أن نتأخر".
وأعطت هيدالغو سائق سيارة الأجرة عنوان كنيسة في حي تريانا بإشبيلية. وعندما وصلت سيارة الأجرة خارج الوجهة، كان الضيوف قد وصلوا بالفعل.
وتوضح هيدالغو: "وصلنا إلى هناك باكراً، وبطبيعة الحال، تحدثت إلى الجميع، لذلك قدمت نفسي لكثير من الناس، والتقطت الصور".
والتقطت هيدالغو صوراً لوصيفات العروس يرتدين فساتين حمراء، والزخارف الداخلية في الكنيسة، حتى أنها سألت بعض الضيوف عما إذا كانوا يرغبون في التقاط صورة معها.
وكانت هيدالغو، الأمريكية من أصل مكسيكي، حريصة على الاستفادة القصوى من فرصة التحدث بالإسبانية.
وسألت أحد المدعوات إذا كانت تحضر حفل الزفاف من أجل جوزيه أو ماريا، فنظرت إليها المرأة بغرابة، وأجابت بأنها "هنا من أجل العروس".
واعتقدت هيدالغو أن المرأة لم تفهم قصدها، ثم تجاهلت الأمر.
ومع بدء الحفل، قامت هيدالغو ووود، بحجز مقعدين بالقرب من المقدمة، ثم التقط الصديقان صورة سيلفي.
ونظرت هيدالغو بين الحضور بحثاً عن وجوه مألوفة.
ولأول مرة، أدركت هيدالغو بشكل صحيح أنها لم تتعرف على أي شخص آخر بين الحضور رغم أن لها أصدقاء مشتركين مع العريس، لكنها لم تستطع تحديد أي منهم.
وبينما لم تقابل هيدالغو أفراد عائلة بلايا من قبل، فقد شاهدت الكثير من الصور لهم. وكانت على يقين أنهم ليسوا هنا.
وفي تلك اللحظة، شعرت هيدالغو بشعور غريب، ثم نظرت إلى وود الذي أحس بعدم ارتياحها.
واستدارت هيدالغو في مقعدها لترى ما إذا كانت قد تعرفت على أي شخص خلفها، ونظرت إلى باب الكنيسة المفتوح، بحثًا عن الرقم في المبنى المقابل للشارع.
وعندما لم تجد رقم الشارع 79 كما ذكر في العنوان، علمت هيدالغو بأنها في المكان الخطأ.
وقالت هيدالغو لوود "نحن في حفل الزفاف الخاطئ".
وكانت الفكرة نفسها تراود الصديقين، أي مغادرة حفل الزفاف الخاطئ في أسرع وقت ممكن، والعثور على حفل زفاف بلايا والوصول إليه قبل بدء الحفل.
وحاول كل من هيدالغو ووود الخروج من الكنيسة بتكتم.
وبعد أن تمكنا من الخروج، اكتشف هيدالغو ووود أن الكنيسة الصحيحة، حيث يقام حفل زفاف بلايا، الذي أوشك على البدء، يجب أن تكون على بعد شارع، فبدأ الاثنان بالركض.
وكان ذلك في أبريل/ نيسان، في إشبيلية المعروفة بجوها الحار.
وأخيراً، عثر الصديقان على الكنيسة أخرى، وفي الخارج، تعرفت هيدالغو على شخصين يقفان عند الباب وكانا من الأصدقاء المشتركين بينها وبين العريس.
وتشير هيدالغو إلى أنها في تلك اللحظة غمرتها موجة من الشعور بالارتياح، إذ لا تستطيع تخيل أنها قطعت كل تلك المسافة ليفوتها حفل الزفاف بتلك الطريقة.
واستقبل ضيوف الزفاف هيدالغو وصديقها الذي بدا عليهما التعب، بعدما شرحا ما حدث معهما، وفي الداخل وجدت هيدالغو ووود مقاعد مناسبة تماماً لمشاهدة الحفل.
ذكريات لا تنسى
وتذكر هيدالغو إنه كان حفل زفاف جميل، في يوم مليء باللحظات التي لا تنسى، وإحدى ذكرياتها المفضلة هي وصول المتزوجين حديثاً إلى حفل الاستقبال لأداء رقة الفلامنكو الإسبانية التقليدية.
وقد قام الزوجان أيضاً بوضع لافتة فيها أسهم تشير في اتجاه المواقع المختلفة التي يأتي منها ضيوفهما، من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى مدن في جميع أنحاء إسبانيا.
وتذكر هيدالغو أنها عندما رأت مدينة نيويورك، شعرت بالسعادة لأنها استطاعت حضور حفل الزفاف.
في هذه الأثناء، كان بلايا مشغول بحفل زفافه ولم تكن لديه أدنى فكرة عما حدث مع هيدالغو، إذ قال لـCNN: "أردتها أن تكون حاضرة في أحد أهم أيام حياتي"، مضيفاً: "بصراحة ، لم أكن أعرف أنها كادت أن تفوت حفل الزفاف، إلا بعد انتهاء الحفل".
وعندما اكتشف ما حدث، اعتقد بلايا أن الأمر كان مضحكاً. وأصبح الموقف منذ ذلك الحين مزحة بين الصديقين.