دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بقدمين عاريتين، يشق رايان روبنسون طريقه فوق ارتفاعات شاهقة على حبل مشدود، لا يتجاوز عرضه ثلاثة سنتيمترات، فيما يبلغ طوله بضع مئات من الأقدام.
ويتأرجح روبنسون فوق أطول المنحدرات البحرية في نصف الكرة الجنوبي، وتحديداً في منطقة كيب بيلار في جزيرة تاسمانيا، وهي تُعرف بأعمدتها التي ترتفع لحوالي ألف قدم من الماء.
وقبل خوض هذه المغامرة، يأخذ روبنسون الاحتياطات اللازمة للتأمين على سلامته، كربط نفسه بحزام يتألف من حلقتين، ويتحرك على طول المسار.
وبالتالي، يضبط كاميرته الـ"GoPro"، حتى يستمتع الأشخاص بمشاهدة هذه التجربة من منظوره.
ويستذكر روبنسون أن المنظر من الحبل كان مذهلاً للغاية، ما جعله يشعر أنه مشهداً من أحد الأفلام.
وقال: "عندما رفعت رأسي، كان مجرد امتداد المحيط إلى اللانهاية.. لم أشعر أبداً برهاب الخلاء حتى تلك اللحظة".
وبعد حوالي 6 دقائق، وصل المغامر إلى الجانب الآخر بنجاح، حيث كان ينتظره زوج من أحذية المشي لمسافات طويلة.
وأصبح روبنسون اليوم أول شخص يعبر هذه الهوة بالسير على حبل مشدود.
وإلى جانب هذه الرياضة، أكمل روبنسون أكثر من 100 سباق، يشمل بطولات الرجل الحديدي النصفية والكاملة.
وحتى الآن، بلغ أطول حبل سار عليه روبنسون حوالي 2,900 قدم، كما سار على حبل آخر طوله 704 أقدام بعينين معصوبتين، حيث حقق رقماً قياسياً عالمياً لأطول حبل بين جسرين على ارتفاع ألفين قدم تقريباً.
ويسافر روبنسون، الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، حول العالم لينصب حباله في المرتفعات الشاهقة، ويخوض مغامرات مليئة بالأدرينالين، بدءاً من المناطق النائية في الصين إلى سلاسل الجبال في البرازيل، والشلالات الهائجة في يوسمايت.
وإذا كنت تعتقد أنه لا يمكن أن تزداد مغامرة روبنسون على الحبل جرأة، فأنت مخطئ!
وبسبب كون الحبل أقل شدة وأكثر ارتداداً، يستطيع روبنسون القيام بحركات مختلفة، كالقفز بقدميه عن الحبل والإمساك به بيديه، ثم النهوض والوقوف على قدميه مجدداً.
ويفضل روبنسون التأرجح من جانب إلى آخر على الحبل المشدود.
وقال: "نحن نشبه هذه الرياضة بركوب الأمواج، لأنها تجعلني أشعر أنني أتصفح الأمواج من جانب إلى آخر. الحركات قوية للغاية وتتطلب قدراً لا يصدق من الهدوء والقوة، حتى لا تطير بعيدًا عن الحبل".
ورغم سنوات طويلة من التدريب المكثف، إلا أنه لا تزال هناك أوقات لا يشعر فيها روبنسون بالراحة عند المشي على الحبل، بسبب شعوره في بعض الأحيان من الخوف من المرتفعات.
وبالطبع، يمسك روبنسون الحزام بإحكام في حال وقوعه، لكن ذلك يتسبب بآثار كدمات في محتلف أنحاء جسده.
ووصف روبنسون المرات التي وقع فيها في البداية بكونها "مرعبة"، حيث كانت تحدث بشكل فجائي. ولكن، أوضح أن احتمال وقوعه اليوم يمكن أن يحدث بسبب قيامه ببعض الحركات المختلفة، على سبيل المثال.
ولكن، كيف يستطيع روبنسون تدريب دماغه على التكيف مع هذه البيئات الجديدة المخيفة؟
وقال روبنسون: "عندما أكون في المنتزه، غالباً ما يكون الحبل فوق العشب، وبالتالي تلمس قدماي غالباً العشب.. أحب شعور الدغدغة من شفرات العشب، وأصبح ذلك يريحني"، مضيفاً: "عندما أكون على قمة مخيفة، أتخيل شفرات العشب وهي تلامس قدمي، والذكريات السعيدة التي تأتي معها، ما يبعث بداخلي مشاعر الهدوء، ويضع ابتسامة على وجهي".
وأوضح روبنسون: "أوصي بشدة أن تبدأ ببطء وبشكل ثابت، لأن السير على الحبل معقد للغاية ويتطلب الكثير من المعرفة التي لا يمكن اكتسابها إلا من خلال الوقت والإرشاد".
وكانت هذه الرياضة قد سمحت لروبنسون باستكشاف مختلف الأماكن حول العالم. وأشار إلى أنه عندما اكتشف رياضة السير على الحبال، علم أنه وجد شيئاً مميزاً بالنسبة له، قائلاً: "ما زلت في حالة ذهول أنني استطعت فعل ذلك في حياتي".