دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في موقع حرة النار البركانية (الحرة هي ظاهرة جغرافية يكتسي فيها سطح الأرض بالصخور النارية والطفح البركاني، ويؤدي قرب الحمم من سطح الأرض إلى سخونتها، وقد يصاحبها وجود فوهات بركانية ظاهرة)، ستجد نفسك أمام مدخل "مهيب" لأحد كهوف البلاد، التي رصدها محمد العطني بعدسة كاميرته.
ويُعرف هذا الكهف بمسمياته الكثيرة، ولكن يعد "ماكر الشياهين" هو أشهرها بسبب استفادة الشياهين من هذه الكهوف في وضع البيض والحفاظ على صغارها (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).
ويقول المرشد السياحي، أحمد الجعيد، أثناء حديثه مع موقع CNN بالعربية: "بحسب المصادر، يعد أطول كهف حالياً في السعودية، وهناك عدد من الدول العربية الأخرى التي تحتضن كهوفاً مميزة، مثل سلطنة عُمان وسوريا واليمن".
ويبلغ طول الكهف حوالي 2850 متراً ويصل عرضه إلى 12 متراً، بينما يبلغ ارتفاع أقصى نقطة له حوالي 23 متراً، بحسب قول الجعيد.
وأوضح المصور السعودي أن هذا الارتفاع يتجاوز طول مبنى يتألف من 6 طوابق، مشيراً إلى أن الكهف يحتوي على تجويف بسبب المصهورات البركانية، كما عُثر على آثار استيطان قديمة وبقايا عظام حيوانات مختلفة الأنواع. ويوجد في أعلى الكهف فتحات صغيرة تتسرب منها المياه لتشكل سواقط كلسية بداخله.
ويستغرق المشي داخل الكهف حوالي ساعتين تقريباً، يضاف إليها أوقات التصوير والراحة.
وكان العطني يحاول إبراز خصائص الكهف من حيث الارتفاع وجمال تكوينه وانتظامه، مع تسليط الضوء على منطقة حرة النار البركانية، وهي المنطقة التي يتواجد فيها الكهف.
وقال العطني: "يتميز الكهف بجدارين متوازيين من الصخور البركانية المطرزة بخطوط بيضاء، حيث يمتدان بانتظام حتى نهاية الكهف، ويتناقص ارتفاعهما تدريجياً وبوتيرة واحدة حتى مستوى أرضية الكهف".
ويعد سقف الكهف عبارة عن قوس جميل شبه منتظم، يرتفع عالياً فوق جانبي الكهف، وينحني مع انحناءات جدرانة بانسيابية حتى النهاية.
وتحدث العطني عن التحديات التي واجهها عند دخوله إلى الكهف، والتي كانت بدايتها بالسير لعدة ساعات في دروب الحرة الوعرة للوصول إليه أخيراً.
وعند المدخل، ستحتاج إلى تسلق جدار من الأحجار الكبيرة المتساقطة، بطول 25 متراً تقريباً.
وأوضح العطني أن مدخل الكهف واحد فقط، لذلك ستجد حركة الهواء منعدمة تماماً في الداخل. كما أن أرضية الكهف تشبه البحيرة الجافة، وقد يسبب الغبار الناتج عن حركة الأقدام بعض الإرهاق للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية.
ويأمل العطني أن تتم المحافظة على الهوية البيئية لمثل هذه المناطق، عند الرغبة في إنشاء مناطق سياحية، بحيث تكون متناغمة ومتسقة مع مكوناتها الطبيعية.