دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بصلابة وشموخ، تبدو هذه البيوت القديمة في قلب الجبل الأخضر في سلطنة عُمان وكأنها لم تعرف اليأس رغم مرور الزمن. وبسواعد أهلها، نجت قرية السوجرة من مصير الهجران والنسيان، لتصبح مقصداً لإقامة السياح والزوار في تجربة فريدة من نوعها.
وبهدف إعادة إحياء موروث الأجداد بالقرية العمانية، قرر الأهالي إعادة صيانة وبناء تلك المنازل القديمة وعدم تركها مهجورةً ومنسية، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية.
وتستقطب المنازل القديمة، التي أصبحت بمثابة نُّزل من نوع خاص، الكثير من النزلاء وتحديداً من خارج سلطنة عُمان، نظراَ لما تتمتع به من مقومات طبيعية تجذب الزوار والسياح إليها، بحسب وزارة الإعلام العمانية.
وتتميز قرية السوجرة عن غيرها من القرى والمناطق في الجبل الأخضر بتعدد مناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تتفرد بتنوع تضاريسها الجغرافية المختلفة، وتمتاز بجوها العليل المعتدل في فصل الصيف والبارد في فصل الشتاء، وتجود أرضها بزراعة العديد من الفاكهة الموسمية كالرمان، والعنب، والجوز، والمشمش، والخوخ، بحسب ما ذكره موقع وزارة الإعلام العمانية.
ويقول المغامر العماني، رياض الهنائي، لموقع CNN بالعربية، أنه من أجل الوصول إلى قرية السوجرة من مسقط، لابد من قطع مسافة 150 كيلومتراً إلى الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، باستخدام سيارة الدفع الرباعي.
ويتطلب دخول القرية المشي مسافة كيلومتر فقط في مسار جبلي وعبور الوادي عن طريق جسر معلق، أما عن طريقة نقل جميع أمتعتك إلى الغرف، فتتم عن طريق "تلفريك" ينقل البضائع من ضفة الوادي حيث المساكن الحديثة إلى ضفة الوادي الأخرى حيث المساكن القديمة.
ويشرح الهنائي أن تجربة الإقامة في قرية السوجرة "ستجعلك تتعرف على طبيعة نمط حياة الإنسان العماني قديماً، بين أحضان الطبيعة والهدوء ورحابة الأجواء، مضيفاً أنها "فرصة للاستجمام بطابع بسيط وجميل في أحضان الطبيعة".
ويشير الهنائي إلى أن الإقامة توفر فرصة لتناول الطعام العماني المحلي المحضر على يد الأهالي في المنطقة، وكذلك فرصة خوض مغامرة استثنائية في جزء جميل من هذه القرية في كهف عامر.
وبالنسبة إلى بيوت القرية الصخرية على سفوح الجبل الأخضر، يرى الهنائي أن الإنسان يؤثر ويتأثر بطبيعة المكان من حوله، لذلك استعان الإنسان العماني بطبيعة الجبل الأخضر من الصخور، وأشجار العلعلان، وغيرها من المواد.
وعن تجربته على الصعيد الشخصي، يصف الهنائي التجربة بأنها فريدة من نوعها سواء للسياح أو الزوار المقيمين في سلطنة عُمان، بعيداً عن صخب حياة المدينة، واختبار حياة الإنسان العماني قديماً.
ويوضح الهنائي أن أهل القرية هم من يقومون بالإشراف على النُّزُل دون أي تدخل خارجي مما يجعل المكان مميز للغاية، مثل الجسر المعلق لعبور الوادي المؤدي إلى القرية.
ويشعر الهنائي بالفخر لرؤية الشباب في سلطنة عُمان يقومون بإحياء مثل هذه القرية القديمة بطريقة جميلة ومبتكرة سعياً لتطوير المجال السياحي مع مراعاة الحفاظ على الإرث العماني، بحسب ما ذكره.