عمرها يتجاوز الألف عام..ما سر شهرة "الملوية" في العراق؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
جامع الملوية في العراق
Credit: Osama Sarm

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بتصميمها المميز والفريد، تبرز مئذنة المسجد الجامع الكبير في سامراء، "الملوية"، كشاهد على إبداعات العمارة العراقية التاريخية.

وتقع مدينة سامراء الأثرية على ضفاف نهر دجلة، على مسافة 130 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية، بغداد، وفقاً لموقع مركز التراث العالمي التابع لمنظمة "اليونيسكو". 

وتضم المدينة، التي كانت قديماً مقر عاصمة إسلامية "جبارة" وبسطت نفوذها على أقاليم الدولة العباسية التي امتدت خلال قرن من الزمن من تونس إلى وسط آسيا، ابتكاراتٍ هندسية وفنية طوّرت محلياً قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي، وأبعد من ذلك.

ويعد المسجد الجامع ومئذنته "الملوية"، اللذان شيدا في القرن التاسع الميلادي من بين الآثار العديدة والبارزة الموجودة في المدينة الأثرية.

جامع الملوية في سامراء
بارتفاع يبلغ 52 متراً، تعرف مئذنة المسجد الجامع الكبير في سامراء باسم الملوية نسبةً إلى شكلها الحلزوني Credit: Osama Sarm

وعن تاريخ المسجد الجامع الكبير في سامراء ومئذنته الشهيرة "الملوية"، فقد "بناه الخليفة العباسي المتوكل على الله بن الخليفة المعتصم بالله، بين عامي 848 و851 ميلادي"، أي أن عمرها يتجاوز الأف عام، وفقاً لموقع جامعة سامراء.

وتعد مئذنة الجامع من أبرز معالم العمارة العباسية في مدينة سامراء، إذ تتميز بطراز معماري فريد من نوعه عن بقية مآذن العالم الإسلامي.

وتقول أميمه السامرائي، من أهل مدينة سامراء، لموقع CNN بالعربية، إن المئذنة الملوية تعد أحد معالم العراق المميزة بفضل طرازها المعماري الفريد بين مآذن العالم الإسلامي، كما أنها تعد أعلى وأضخم مئذنة شيدت في ذلك الزمن.

وتشرح السامرائي أن مئذنة سامراء تختلف عن باقي مآذن المساجد في العالم الإسلامي بسبب شكلها الحلزوني الفريد، فهي متسعة المساحة من الأسفل، ويقل اتساعها صعوداً حتى بلوغ القمة بارتفاع يبلغ حوالي 52 متراً، وهي مؤلّفة من طبقات متعددة، كما أنها تنتصب خارج الجامع، أي أنها تعد بناء منفصل قائم بذاته، بحسب ما ذكرته.

وتوضح السامرائي أن الارتقاء إلى قمة مئذنة سامراء يكون من الخارج عن طريق سُلَّمها الذي يدور حول محورها صعوداً بعكس اتجاه عقارب الساعة، وتضيف: "لهذا السبب كان الناس يرون المؤذِّن عن بعد، وهو يرتقي المئذنة، فيعلمون بحلول وقت الصلاة".

جامع الملوية في سامراء
عاد المصور العراقي أسامة صارم ليستعيد ذكريات الطفولة ويوثق الطراز المعماري الفريد لمئذنة الملوية بالمسجد الجامع الكبير في سامراءCredit: Osama Sarm

وقد وثقت عدسة المصور العراقي، أسامة صارم، مئذنة "الملوية" ذات الشكل الحلزوني الفريد خلال زيارته الأخيرة للمسجد الجامع الكبير في سامراء.

ويشرح صارم لموقع CNN بالعربية، سبب زيارته قائلاً: "كانت لدي ذكريات غامضة عن هذا المكان وكانت آخر مرة زرت الملوية منذ حوالي 20 عاماً. أتذكر أنني ذهبت طول الطريق إلى قمة الملوية عندما كنت طفلاً، حيث كانت هناك غرفة صغيرة للمؤذن للجلوس والراحة".

جامع الملوية في سامراء
الإطلالة من فوق مئذنة "الملوية"Credit: Osama Sarm

ويوضح صارم أنه أراد تجديد ذكرياته من خلال زيارة هذا المكان مرة أخرى، إذ لم تتسن له الفرصة من قبل بسبب ظروف الحرب والأوضاع الأمنية التي جعلت سامراء غير آمنة للزيارة لفترة طويلة. 

جامع الملوية في سامراء
لم يتبق من المسجد الجامع الكبير في سامراء سوى جدرانه الخارجية إلى جانب مئذنته المعروفة باسم الملويةCredit: Osama Sarm

ومن وجهة نظر صارم، تحمل مدينة سامراء أهمية كبرى في عهد الخلافة العباسية، وما زالت حتى يومنا هذا، تحتوي على الكثير من الأماكن التي تظهر ذروة العصر الذهبي الإسلامي، وتضم واحدة من أكثر الأبنية التي يمكن التعرف عليها، وهي الملوية في جامع سامراء الكبير.

جامع الملوية في سامراء
تطل مئذنة الملوية على أفق مدينة سامراء الأثرية Credit: Osama Sarm

وكغيرها من المواقع التاريخية في العراق، هناك وسائل متعددة لزيارة "الملوية"، ولكن صارم قرر الزيارة برفقة مجموعة سياحية تنظم رحلات حول العراق، للحصول على تجربة فريدة من نوعها، وفقاً لما ذكره.

ورغم أن الملوية تعد من أكثر الأماكن شهرة، إلا أن صارم أوضح أن هناك العديد من الأماكن الأخرى التي يمكن زيارتها في سامراء والتي تشترك في نفس الأهمية، مثل الملوية الأخرى الصغيرة لمسجد أبو دلف، وقصر البُركة.

  • نورهان الكلاوي
    نورهان الكلاوي
    محررة
نشر