دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يصور فيلم الرسوم المتحركة الكوميدي "العصر الجليدي" بشكل فكاهي الصداقة الغريبة التي تجمع كل من حيوان السنور بالأسنان السيفية وحيوان الماموث، ولكن في عصور ما قبل التاريخ كان الأول من جنس القطط آكلة اللحوم يفترس صغار الأخير من الثدييات الكبيرة.
وكشف بحث جديد نُشر في منتصف أبريل/ نيسان الجاري في مجلة "Current Biology" عن أن حيوان السنور بالأسنان السيفية كان يصطاد الماموث البالغ من العمر عامين.
وقدّر فريق الجيولوجيين وعلماء الأحافير ما تغذى عليه الحيوان المنقرض من خلال فحص التركيب الكيميائي لأسنانه. وإذا كانت أنواع معينة من الكربون من النباتات موجودة في كل من حيوان السنور حرابي الأسنان وحيوانات الماموث، فمن المحتمل أن الحيوان الآكل للنباتات كان وجبة لذيذة للحيوان آكل اللحوم، وفقاً للباحثين.
وقالت لاريسا ديسانتيس، المؤلفة المشاركة في الدراسة وعالمة الحفريات، وهي الأستاذة المساعدة في جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي، لـ CNN: "في حالة الحيوانات آكلة اللحوم، يمكننا معرفة ما إذا كانت قد تغذوا على حيوانات آكلة لأعشاب الكربون 4 (الموسم الدافئ) أم أنها آكلة لشجيرات الكربون 3 (موسم بارد)".
ويعتقد أن الحيوان المنقرض من جنس القطط كان يحضر فريسته إلى كهفه لالتهامها.
ودرس فريق البحث الحفريات التي عُثر عليها في كهف فريزينهان خارج سان أنطونيو، وشملت العينات العديد من صغار الماموث بجانب القطط المفترسة.
ويعتقد العلماء والباحثون أن الموقع قد قدّم ثاني أكثر حفريات الفقرات تنوعاً في الولايات المتحدة من عصر البليستوسين، وهي فترة زمنية تُعرف باسم العصر الجليدي الأخير، وفقاً لجامعة كونكورديا في مدينة أوستن بولاية تكساس.
واستخدم الفريق أيضاً علم التشكل، هو علم يهتم بدراسة شكل وبنية الكائنات الحية وخصائصها المميز.
وفي أبسط مستوياته، يشير علم التشكل إلى أن البشر الذين لديهم أنياب وأضراس تشير إلى أنهم آكلي عشب ولحم بشكل طبيعي.
كما درس الفريق أنماط التآكل المجهرية على الأسنان. وفي الحيوانات الحديثة، ويشير هذا التحليل إلى أن الفهود تتجنب العظام وتأكل لحماً أكثر ليونة، بينما تقوم الضباع باختراق العظام وهضمها.
وفي هذه الحالة، كشفت أنماط التآكل على أسنان السنور حرابي الأسنان الملمس القاسي لبعض اللحوم التي تغذى عليها. وقالت ديسانتيس إنها "أصعب الأطعمة لأي قطة حية نظرنا إليها حتى الآن"، بما يتوافق مع لحم الماموث الصغير.
وتعد تفاصيل أسنان جنس السنور حرابي الأسنان أكثر تسطحاً وأقصر من أسنان جنس السميلودون الأيقوني، ويعد نوعاً مختلفاً من السنوريات سيفية الأسنان التي تتميز بأنياب طويلة، تماماً مثل شخصية دييغو في فيلم "العصر الجليدي".
وعاش السنور حرابي الأسنان ذات مرة في كل قارة باستثناء أستراليا وأنتارتيكا، وفقاً لجامعة فاندربيلت.
وأوضحت ديسانتس أن الحيوان آكل اللحوم ربما تغذى على الثيران والخيول أيضاً، ولكن ليس الماموث الأكبر حجماً.
ومن غير المعروف سبب انقراض القطط المفترسة.
وتدرس ديسانتس الآن سلوك ذئاب القيوط والكوغار، التي عاشت في الوقت الذي عاش في السنور حرابي الأسنان، لمعرفة السبب.
وأضافت ديسانتس أن العلماء يعتقدون أن مزيجاً من تغير المناخ وهيمنة البشر هو السبب الأكثر ترجيحاً لانقراض السنوريات ذات الأسنان السيفية.