دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتمتع مسجد قباء بالمدينة في المملكة العربية السعودية بأهمية تاريخية ودينية كبيرة، إذ يعد أول مسجد بُني في الإسلام.
ومسجد قباء يُعد أول مسجد أسسه النبي محمد، الذي خطّه بيده عند وصوله إلى المدينة مهاجراً من مكة، كما شارك في وضع أحجاره الأولى، بحسب ما ورد في تقرير وكالة الأنباء السعودية "واس".

وبين مساجد المدينة، يُعد مسجد قباء الأكبر بعد الحرم النبوي، وتُقام فيه جميع الصلوات وصلاة الجمعة والعيدين، كما يُعد مقصداً لزوار وسكان المدينة، نظراً لفضل الصلاة فيه، وفقاً لما ذكرته "واس".
وكان النبي محمد يقصد مسجد قباء بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت ويحض على زيارته، وقد جاء في حديث النبي: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة"، بحسب ما ذكرته "واس".

ويقع مسجد قباء على طريق الهجرة الرابط بين مكة والمدينة، ونظراً لموقعه المميز والمرتفع قليلاً، يمكن ملاحظة المسجد من أماكن عدة بالمدينة.
وخلال العصور الماضية، شهد مسجد قباء عمليات ترميم واسعة النطاق.

وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، أُعيد بناء مسجد قباء وتضاعفت مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، إذ هُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، وكل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً، وفقاً لـ"واس".

وقد وثقت عدسة المصور السعودي ماجد سندي عمارة المسجد التاريخي في المدينة.
ويشرح سندي لموقع CNN بالعربية أنه حاول "إظهار جزء من جمال وتفاصيل هذا المسجد المبارك لأهميته ومكانته الدينية، ولما يتميز به من تصميم معماري إسلامي فريد".

ومن خلال عملية التوثيق والنشر عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أراد سندي أن يُعرّف بمسجد قباء وينقل جمال تصميمه إلى العالم، مضيفاً أنه أراد أن تكون هذه الصور بمثابة "مرجع للتوسعات والتحسينات التي سيشهدها المسجد على مرّ التاريخ"، حسبما ذكره.

ومن وجهة نظر سندي، يتمير تصميم المسجد بقبابه منها 6 قباب كبيرة متصلة و56 قبة صغيرة، وفناء داخلي جميل يربط بين الرواق الجنوبي والرواق الشمالي حتى أصبح مستطيل الشكل بعد أن كان مربع الشكل، حسبما ذكره.
وخلال شهر رمضان، يشير سندي إلى أن مسجد قباء يتمتع بأجواء خاصة مفعمة بالروحانية والسكينة والإيمان، ويتم توزيع وجبات الإفطار على الصائمين وماء زمزم، ويؤدي فيه المصلون صلاتي التراويح والتهجد وسط إجراءات احترازية وتنظيم عالي.