دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يجلس سيمون روبينز أمام موقع "eBay" بحثاً عن قوارب معطلة، حيث يقضي وقت فراغه في إنقاذ وإعادة تجديد السفن المتهالكة.
واعتقدت زوجة سيمون وشريكته في العمل، جيما، أنه ربما يبالغ في شغفه عندما اقترح عليها شراء سفينة سابقة للحرب العالمية الثانية في موقع المزاد، في يناير/ كانون الثاني.
ووافقت جيما على رؤية السفينة بعد أن شعرت بحماس سيمون لإنقاذ السفينة التي يبلغ ارتفاعها 72 قدماً، والتي بُنيت للبحرية الملكية البريطانية في عام 1943، وأدركت أنها تتواجد بالقرب من منزلهما في ريكسهام بويلز.
وبعد بضعة أيام، دفع الزوجان حوالي 9,140 دولاراً مقابل السفينة، التي تُعرف باسم "L1392"، حيث استخدمت حينها بغرض الدفاع عن المرفأ.
وقالت جيما لـCNN: "لم أرغب حقاً في السفينة.. لكن عندما بحثت عن تاريخها، أدركت أنها قارب مهم حقاً ولم يبق الكثير منه في العالم".
وأضافت: "كان من المحزن للغاية أن أراها مهملة للغاية ومهجورة".
الحفاظ على التاريخ
وخلال الحرب العالمية الثانية، عملت السفينة كقائد ملاحي في عملية نيبتون، أي الغزو البحري المحوري لشمال فرنسا المعروف باسم "D-Day".
وأُعيد توظيفه كقارب إرسال سريع بعد الحرب، قبل نقله إلى وكالة الجمارك في المملكة المتحدة. وبحلول السبعينيات من القرن الماضي، حُولت "L1392" إلى سفينة مستأجرة وأعيدت تسميتها باسم "Sarinda".
وبعد إجراء العديد من التجديدات، بما في ذلك تحويلها إلى يخت فاخر بمحرك، تم إيقاف تشغيلها في عام 2013.
وعرف الثنائي أن إصلاح السفينة التي يبلغ عمرها 80 عاماً، والتي تزن 59 طناً، سيكلفهما الآلاف، وستتطلب وقتاً طويلاً.
وأدرك الزوجان أيضاً أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تسوء أثناء محاولة استعادة قارب بهذا الحجم.
ولكن، قرر الثنائي مواجهة التحديات المحفوفة بالمخاطر، وقدرا أن إصلاح السفينة سيستغرق حوالي عقداً من الزمن، خاصة أنهما سيضطران إلى كسب المال مقابل هذه الإصلاحات.
وقال سيمون: "أشعر أن القوارب التاريخية لا تحظى بالرعاية والاهتمام والدعاية التي تستحقها، مع القليل من الحب والعمل الجاد، آمل أن تعيش حياة طويلة جداً".
وبدأ شغف سيمون بالقوارب القديمة قبل بضع سنوات، عندما اشترى قارباً خشبياً عام 1962، من موقع "eBay"، في مقابل 23 جنيهاً إسترلينياً، أي حوالي 33 دولاراً، وقام بإعادة تجديده.
وأوضح سيمون: "أُفضّل شراء شيء مكسور وإصلاحه بدلاً من شراء شيء جديد".
ولا يخطط الثنائي إعادة السفينة إلى مجدها الأصلي، بل يأمل كلاً من سيمون وجيما استخدامها كمنزل لقضاء العطلات يوماً ما.
وأكد الثنائي أنهما لم يضعا أي خطط محددة فيما يتعلق بمستقبل السفينة على المدى الطويل.
وعندما علمت العائلة والأصدقاء بهذا المشروع، حرص الكثيرون على زيارة السفينة، التي تتواجد حالياً عند "نهر دي" الممتد عبر الحدود الإنجليزية الويلزية.
ونتيجة لتفشي فيروس كورونا، قررت جيما إطلاق قناة عبر يوتيوب، تُعرف باسم "Ship Happens"، حيث تنشر مقاطع فيديو بانتظام عن أي تطورات تتعلق بالسفينة.
تحقيق النجاح عبر يوتيوب
ويشترك حوالي 26 ألف شخص بقناة الثنائي عبر "يوتيوب"، والتي تم إطلاقها في بداية العام، مع متابعة آلاف الأشخاص من حول العالم لكل حلقة.
وتقول جيما: "اعتقدنا أننا سنحصل على حوالي 20 مشاهدة.. أحاول الرد على كل تعليق، لكن هناك الكثير من التعليقات عبر يوتيوب، ولا يمكنني مواكبة ذلك".
وكان قد أرسل العديد من المشتركين تبرعات لتغطية تكلفة تجديد السفينة، إلى جانب تقديم الهدايا للعائلة.
وأوضحت جيما: "لقد أذهلني مدى كرم الناس ومساعدتهم.. لا نزال نعيش في حالة من الصدمة عندما يرسل الناس تبرعاتهم.. لا يتوقف سائق أمازون المسكين عن تسليم الطرود".
وقالت: "مكان تواجد السفينة هو أكبر تحدٍ نواجهه..لا يمكنك قيادة سيارتك أو قاربك مباشرة إليها.. مجرد الوصول إليها يمثل تحدياً".
ويعمل الثنائي حالياً على جعل السفينة صالحة للإبحار حتى تشارك في ذكرى يوم "D-Day"، الذي حصل في 6 يونيو/ حزيران عام 1944.
ورغم أن ترميم السفينة لا يزال مشروعاً طويلاً، إلا أن التبرعات قد ساعدت في تسريع العملية.
وفي الوقت الحالي، تستمتع عائلة روبينز بهذه التجربة ويقولان إن قضاء الوقت معاً في العمل على مشروع كعائلة، والتحول إلى نجوم على موقع يوتيوب، كان أمراً رائعاً.
وتقول جيما: "من الرائع أن تكون قادراً على القيام بذلك كعائلة وقضاء بعض الوقت مع الأطفال أيضاً.. إنهم يستمتعون حتماً ومن الواضح أنهم يتعلمون مهارات جديدة".