دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن الحلم الذي طال انتظاره لتطوير طائرة وريثة لـ"كونكورد" أصبح بعيد المنال قليلاً، بعد أن نفد الوقود المالي لأحد المتنافسين الرئيسيين في السباق لبناء طائرة ركاب تفوق سرعة الصوت.
وكانت شركة "إيريون"، ومقرها مدينة رينو بولاية نيفادا الأمريكية، بصدد تطوير نموذج "AS2"، وهي طائرة رجال أعمال، تتسع لما بين 8 و12 راكباً، ولديها قادرة على الطيران بسرعة 1،000 ميل في الساعة.
ومع ذلك، أعلنت الشركة في 21 مايو/ أيار، أنه "في ظل البيئة المالية الحالية، ثبت أنه من الصعب للغاية إغلاق متطلبات رأس المال الجديدة الكبيرة المجدولة والضرورية لإنهاء انتقال AS2 إلى مرحلة الإنتاج".
وأضافت أنه "في ظل هذه الظروف، تتخذ شركة إيريون الآن الخطوات المناسبة في ظل هذه البيئة المالية المستمرة".
ويُعد هذا التصريح بمثابة خيبة أمل هائلة للمسافرين من رجال الأعمال الذين كانوا يأملون في الطيران أسرع من الصوت في المستقبل القريب. وما يجعل الأمر صادماً للغاية هو أن نموذج "AS2" كان بالفعل في مرحلة متقدمة من التطوير، بعد أن أنهى مؤخراً اختبار نفق الرياح عالي السرعة، وسجل مئات ساعات الطيران، ما يعادل 78،000 ميلًا بحرياً، في "ONERA"، أي معمل اختبارات الطيران الفرنسي في مدينة مودان.
وكان تصور تطوير نموذج "AS2" على أنه مسعى محايد تماماً للكربون، حيث استخدمت "إيريون" تقنيات النمذجة الرقمية لتوفير الوقود و"إلغاء الحاجة إلى طائرات عرض مكلفة وتسريع البرنامج إلى المراحل النهائية من التحقق قبل الإنتاج".
وتحدد موعد التصنيع الفعلي لعام 2023، مع خطة لبناء 300 طائرة في غضون عقد من الزمن.
وفي بيان رسمي، قالت "إيريون" إن نموذج AS2 "يلبي جميع متطلبات السوق من الناحيتين التقنية والتنظيمية والمتطلبات المتعلقة بالاستدامة، وقد تم التحقق من صحة سوق قطاع الطائرات الأسرع من الصوت من خلال 11.2 مليار دولار في المبيعات المتراكمة".
وحصلت الشركة أيضاً على دعم شركة "بوينغ"، على الرغم من أن أكبر شركة لصناعة الطائرات في الولايات المتحدة لديها حالياً تحدياتها الخاصة للتعامل مع مشاكل نموذج طائرتها "بوينغ 737 ماكس".
وفي يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أشارت CNN إلى إطلاق شركة "إيريون" لمقرها الجديد للطاقة النظيفة، "Aerion Park" في ولاية فلوريدا، المصمم لدمج عمليات الشركة مع حرم جامعي للبحث والتصميم والبناء والصيانة لطائرات الشركة.
انتكاسة لمجموعة الطائرات
ويُعد ذلك محبطاً بالنسبة لعملاء مزودي الطائرات الخاصة الفاخرة، أي شركة "Flexjet"، العميل الرئيسي لـ "AS2"، والتي كانت تأمل بالتأكيد بتجربة التشويق لكسر حاجز الصوت مع تقليل دقائق ثمينة من رحلات العمل.
ومع ذلك، يبدو أن رئيس شركة "Flexjet"، كين ريتشي، يتعامل مع الخبر بشكل فلسفي، إذ يقول: "طلبت شركة Flexjet طائرة AS2 من شركة إيريون في عام 2015، وكانت الشركة داعمة للبرنامج منذ ذلك الحين"، مضيفاً أنه "بينما نشعر بخيبة أمل عندما نسمع من الشركة أنها أوقفت عملياتها، فإننا نتفهم الاستثمار الهائل الذي تتطلبه مثل هذه البرامج لتحقيق نتائجها والمخاطر الكامنة التي تنطوي عليها".
المنافسون على المسار الصحيح
وفي الوقت نفسه، تمضي شركة "Boom Supersonic"، ومقرها دنفر بولاية كولورادو، قدماً في خططها لتطوير طائرة "Overture" التي تتسع لما بين 65 و88 راكباً، والمخصصة للاستخدام على الطرق العابرة للمحيطات وتعمل بسرعة تزيد عن ضعف سرعة الصوت، مما يجعلها قادرة على قطع مسار نيويورك إلى لندن في غضون ثلاث ساعات و15 دقيقة فقط.
وتدعي الشركة أن النموذج الأولي لاختبار طيران الطائرة، "XB-1"، سيكون محايداً للكربون بنسبة 100%، ومن المتوقع أن تقوم برحلتها الأولى في وقت لاحق من هذا العام في موهافي، كاليفورنيا. وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن المقرر أن تحلق طائرة "Overture" في عام 2026، وتبدأ العمليات التجارية بحلول عام 2029.
وحصل البرنامج على دعم كل من الخطوط الجوية اليابانية باستثمار استراتيجي قدره 10 ملايين دولار وخيار شراء ما يصل إلى 20 طائرة من شركة "Boom" من خلال ترتيب طلب مسبق.
وفي مكان آخر، تقول شركة "Spike Aerospace" ومقرها بوسطن إنها تتعاون مع "Tech Mahindra"، وهي شركة مقرها الهند، متخصصة في تصميم هيكل الطائرة المركب وتحليل الإجهاد والتحسين، على تطوير طائرة "Spike S512 Supersonic Jet" تتسع لما بين 12 و18 راكباً برفاهية هادئة وبسرعة 1.6 ماخ.
وعلى المدى الطويل، تقوم شركة "Exosonic"، ببناء طائرة رئاسية بسرعة 1.8 ماخ مع مدى 5،000 ميل بحري، مزينة بأجهزة فاخرة. ومع ذلك، سيتعين على شاغلي المناصب في البيت الأبيض الانتظار حتى منتصف عام 2030 قبل أن تحلق "سلاح الجو اثنين" في السماء.