دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند البحث عن "طياري إنستغرام" عبر موقع التواصل الإجتماعي هذا، سيستقبلك عدد لا نهائي من صور الطيارين بزيهم الرسمي. ويحظى الطيارون بشعبية كبيرة في تلك المنصة، ويتمتع بعضهم بعدد متابعين أكبر من نجوم هوليوود.
ومن أشهر هؤلاء الطيارين هو باتريك بيدنكاب، المعروف على "إنستغرام" باسم "PilotPatrick"، ولديه حوالي 800 ألف متابع.
وأما الطيار أنس عميرة، المعروف باسم "PilotAmireh" على "إنستغرام"، فيصل عدد متابعيه إلى حوالي نصف مليون.
وذكر عميرة، الذي يمتلك أيضاً قناة شهيرة على موقع "يوتيوب"، أن متابعيه يتعرفون عليه غالباً أثناء عمله، أو حتى عندما يكون في إجازة.
وقال عميرة لـCNN: "في كل بلد أذهب إليه تقريباً، يتواجد أشخاص يعرفونني".
ولكن، ما الذي يشد مستخدمو "إنستغرام" إلى الطيارين؟
نطاق مجهول
ويرى رايمون كوهين، وهو قبطان على متن الطائرات الخاصة، ويتمتع بأكثر من 80 ألف متابع على "إنستغرام"، أن ذلك يعود إلى عدم إمكانية الوصول إلى قمرة القيادة، مؤكداً وجود تحول واضح منذ إجراء التغييرات على أمن مقصورات القيادة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
وقال كوهين، المعروف بـ "PilotRaymon" على "إنستغرام": "لم يعد الأشخاص مرحباً بهم في قمرة القيادة بعد الآن. والأمر بالنسبة إليهم أشبه بسر كبير".
ولذلك، أصبحت متابعة الطيارين عبر "إنستغرام" من بين الطرق الوحيدة التي تُمكّن الأشخاص من رؤية ما يحدث.
ويبحث العديد من مستخدمي "إنستغرام" الذين يتابعون الطيارين عن معلومات محددة تتعلق بالطيران، مثل كيف يمكن للمرء أن يصبح طياراً، إلى جانب أسئلة متعلقة بالسلامة، والمطبات الجوية.
وغالباً ما يتواصل الشباب الذين يرغبون بالعمل في مجال الطيران مع كوهين وزملائه.
وتُدرك قبطانة الطائرة ميشيل جوريس، التي جذب حسابها "Dutch Pilot Girl" حوالي 267 ألف متابع، أن العديد من متابعيها يبحثون عن نصائح حول الطيران، ولذلك، هي تحاول جعل منشوراتها مفيدة بقدر الإمكان.
ولاحظت جوريس أن الذكور يشكلون أغلب متابعيها، وقالت: "أعتقد أن السبب في ذلك هو أن معظم الطيارين هم من الذكور. وهناك نسبة ضئيلة فقط من النساء اللواتي يرغبن في القيام بهذه الوظيفة".
وأشارت قبطانة الطائرة ماريا فاجيرستروم، المعروفة بين متابعيها باسم "Maria the Pilot" إلى أن الأشخاص "غالباً ما يشعرون بالمفاجأة لدى رؤيتهم لقبطانة طائرة".
إرشادات صارمة
ومثل جوريس، تفكر فاجيرستروم ملياً بكيفية ظهور منشوراتها، فهي لا ترغب بإعطاء المتابعين انطباعاً خاطئاً عن طريقة قضاء الطيارين لأيامهم.
وتحرص فاجيرستروم أن تكون منشوراتها "مفيدة، وسريعة ممتعة، أو يمكنها أن تكون عبارة عن نصيحة لتحسين الذات. ويمكنها أيضاً أن تكون أمراً ممتعاً، وخفيفاً".
ولكن، ليست إدارة منصة تركز على "حياة الطيارين" عبر وسيلة تواصل اجتماعي شهيرة، أمراً بسيطاً.
ويجب على الطيارين الالتزام بالحذر الشديد بشأن ما ينشروه عبر الإنترنت، إذ تميل شركات الطيران إلى اتباع إرشادات صارمة للغاية عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي.
وتتمتع كل شركة طيران بقواعد مختلفة.
وعلى سبيل المثال، تسمح بعضها للطيارين بإلتقاط الصور أثناء الرحلة ذاتها، بينما تصر شركات أخرى على عدم التصوير على الإطلاق.
وتطلب غالبية الشركات من الطيارين تجنب الإشارة إلى شركة الطيران التي يعملون بها على حساباتهم.
ومع ذلك، تعطي بعض الشركات إذن القيام بذلك لعدد قليل من الطيارين.
ووجد عميرة، وهو من الأردن، نفسه في هذا الموقف سابقاً، ولكنه يعترف أن الأمر تسبب في مشاكل مع بعض زملائه.
وقال عميرة: "لديها (شركة الطيران) قواعد صارمة للغاية. ولدينا (حوالي) 40 ألف موظف، ولا يُسمح إلا لعدد قليل منهم بالقيام بذلك".
هل هناك تنافس ودّي؟
وزاد عدد الطيارين الذين يمتلكون حسابات شهيرة على "إنستغرام" بشكل كبير على مر الأعوام، ويكون بعضهم أكثر شعبية مقارنة بغيرهم.
وأشار عميرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت أنها مُربحة للغاية لبعض الطيارين إلى درجة أنهم ربما يستطيعون تحمل تكاليف التخلي عن قيادة الطائرات، والعيش من الدخل الناتج عن منصاتهم.
ولذلك، هل هناك أي منافسة بين الطيارين عبر "إنستغرام"؟
وقال كوهين: "من الواضح أن هناك بعض الصفحات التي تكون أكبر من صفحتي. ولكنني لا أشعر بوجود أي منافسة. وإذا كنت تحب مشاركة ما تفعله، فأنا لا أعتقد أنك بحاجة إلى التنافس مع أي شخص".
ومثل العديد من أولئك الذين يمتلكون منصة "إنستغرام" ناجحة، يتلقى عميرة أحياناً تعليقات وانتقادات سلبية، ولكنه تعلم عدم الاهتمام بها، وأوضح قائلاً: "في نهاية اليوم، وبصفتك صاحب مدونة، أو مؤثراً، عليك أن تفهم أنك ستحصل على تعليقات إيجابية وسلبية".
وتتلقى فاجرستورم أحياناً بعض التعليقات المتحيزة جنسياً من المستخدمين على صفحتها، وتحاول الدفاع عن نفسها قدر الإمكان.