دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعد كنائس لاليبيلا القديمة المحفورة في الصخر واحدة من أعظم الكنوز الثقافية والدينية ليس فقط في إثيوبيا بل في إفريقيا وفي العالم المسيحي أيضًا.
والآن تشعر إحدى وكالات الأمم المتحدة بالقلق من أن كنائس لاليبيلا قد تكون في خطر عقب تقارير تفيد بأن مقاتلين من منطقة تيغراي الإثيوبية سيطروا على موقع اليونسكو للتراث العالمي.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، دعت منظمة اليونسكو إلى "احترام جميع الالتزامات ذات الصلة بموجب القانون الدولي لضمان حماية هذا الموقع الثمين بالامتناع عن أي عمل قد يعرضه للضرر، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع أي محاولات نهب وسلب للممتلكات الثقافية الموجودة في المنطقة".
وصرحت اليونسكو بأن "لاليبيلا هي مكان للحج والإخلاص والسلام: لا ينبغي أن تكون مكانًا للتحريض على العنف والصراع".
التاريخ والعمارة الاستثنائية لليبيلا
وقالت اليونسكو إن الكنائس الإحدى عشرة ذات الكهوف المتجانسة من زمن القرون الوسطى، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر، والملقبة بـ"القدس الجديدة"، تقع في منطقة جبلية في شمال إثيوبيا.
وتقع كنائس لاليبيلا، التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي في عام 1978، على بعد حوالي 645 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا.
وشيدت الهياكل بتكليف من قبل الملك لاليبيلا من أسرة زاغوي، التي حكمت الكثير من البلاد في القرن الثاني عشر.
يكاد يكون من المستحيل رؤيته عن بعد، فقد وفر هذا العمل الفذ مساحة آمنة للمسيحيين للاختباء من التوسع الإسلامي من الشمال في ذلك الوقت.
وتعود المسيحية هنا إلى عدة قرون أخرى، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع في هذه المنطقة، وتعد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية واحدة من أقدم المنظمات المسيحية في العالم.
ونحتت الكنائس من كتل متجانسة تحت مستوى الأرض، وفقًا لليونسكو. ونحتت هذه الكتل بشكل أكبر لتشكيل النوافذ والأبواب.
وبنيت الكنائس الشهيرة من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب.
وتم حفر بعضها على واجهة صخرة، بينما يقف البعض الآخر على شكل كتل منعزلة، مثل كنيسة القديس جورج، التي شيدت على شكل صليب.
ويربط نظام معقد وواسع من قنوات الصرف والأنفاق والممرات الجوفية الهياكل الموجودة تحت الأرض.
اتباع المؤمنين
وفي عام 2016، اتبع المصور طارق زيدي طريق الحج في لاليبيلا وما حولها، واستذكر عظمة فن العمارة وجمال المنطقة وبالأخص سكانها.
وقال طارق لـ CNN في ذلك الوقت: "إنهم فقراء للغاية ومتواضعون للغاية".
وأوضح: "إنهم يأتون للحج على أمل مرة واحدة في حياتهم إذا استطاعوا ذلك. لقد سار الكثير من الناس من جميع أنحاء البلاد، ولم يكن معهم أي شيء تقريبًا ".
ووصف زيدي خروج المجتمع المحلي لمساعدة الحجاج وإطعامهم وحتى المساعدة في غسل أقدامهم.
وأضاف: "إنه أمر جميل للغاية، شاعري - حتى رومانسي لم يعد موجدًا في عالمنا إلا نادر للغاية، إنهم جميعًا يساندون بعضهم البعض".