عمره 900 عام.. الأمم المتحدة قلقة بشأن موقع مسيحي مقدس في إثيوبيا

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعد كنائس لاليبيلا القديمة المحفورة في الصخر واحدة من أعظم الكنوز الثقافية والدينية ليس فقط في إثيوبيا بل في إفريقيا وفي العالم المسيحي أيضًا.

والآن تشعر إحدى وكالات الأمم المتحدة بالقلق من أن كنائس لاليبيلا قد تكون في خطر عقب تقارير تفيد بأن مقاتلين من منطقة تيغراي الإثيوبية سيطروا على موقع اليونسكو للتراث العالمي.

كنائس لاليبيلا في إثيوبيا
تم نحت الكنائس الرائعة من الداخل والخارج من صخرة واحدة منذ حوالي 900 عام.Credit: CARL DE SOUZA/AFP/Getty Images/file

وفي بيان صدر يوم الجمعة، دعت منظمة اليونسكو إلى "احترام جميع الالتزامات ذات الصلة بموجب القانون الدولي لضمان حماية هذا الموقع الثمين بالامتناع عن أي عمل قد يعرضه للضرر، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع أي محاولات نهب وسلب للممتلكات الثقافية الموجودة في المنطقة".

وصرحت اليونسكو بأن "لاليبيلا هي مكان للحج والإخلاص والسلام: لا ينبغي أن تكون مكانًا للتحريض على العنف والصراع".

التاريخ والعمارة الاستثنائية لليبيلا

كنائس لاليبيلا في إثيوبيا
ربما تكون كنيسة القديس جورج هي أشهر كنائس لاليبيلا الـ 11. وكان على البناة أن يبدأوا في النحت في الأعلى وهم يشقون طريقهم إلى الأسفل.Credit: CARL DE SOUZA/AFP/Getty Images/file

وقالت اليونسكو إن الكنائس الإحدى عشرة ذات الكهوف المتجانسة من زمن القرون الوسطى، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر، والملقبة بـ"القدس الجديدة"، تقع في منطقة جبلية في شمال إثيوبيا.

وتقع كنائس لاليبيلا، التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي في عام 1978، على بعد حوالي 645 كيلومترًا من العاصمة أديس أبابا.

وشيدت الهياكل بتكليف من قبل الملك لاليبيلا من أسرة زاغوي، التي حكمت الكثير من البلاد في القرن الثاني عشر.

يكاد يكون من المستحيل رؤيته عن بعد، فقد وفر هذا العمل الفذ مساحة آمنة للمسيحيين للاختباء من التوسع الإسلامي من الشمال في ذلك الوقت.

كنائس لاليبيلا في إثيوبيا
منظر لإحدى الكنائس من أحد الأنفاق التي تصل بين العديد من الأماكن المقدسة.Credit: Errol Barnett/CNN

وتعود المسيحية هنا إلى عدة قرون أخرى، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع في هذه المنطقة، وتعد الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية واحدة من أقدم المنظمات المسيحية في العالم.

ونحتت الكنائس من كتل متجانسة تحت مستوى الأرض، وفقًا لليونسكو. ونحتت هذه الكتل بشكل أكبر لتشكيل النوافذ والأبواب.

وبنيت الكنائس الشهيرة من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب.

وتم حفر بعضها على واجهة صخرة، بينما يقف البعض الآخر على شكل كتل منعزلة، مثل كنيسة القديس جورج، التي شيدت على شكل صليب.

ويربط نظام معقد وواسع من قنوات الصرف والأنفاق والممرات الجوفية الهياكل الموجودة تحت الأرض.

اتباع المؤمنين

كنائس لاليبيلا في إثيوبيا
يقول السكان المحليون إن حوالي 80 ألف إلى 100 ألف شخص يزورون البلدة الصغيرة كل عام، والعديد منهم يجتازون الطرق الصخرية سيرًا على الأقدام.Credit: CARL DE SOUZA/AFP/Getty Images/file

وفي عام 2016، اتبع المصور طارق زيدي طريق الحج في لاليبيلا وما حولها، واستذكر عظمة فن العمارة وجمال المنطقة وبالأخص سكانها.

وقال طارق لـ CNN في ذلك الوقت: "إنهم فقراء للغاية ومتواضعون للغاية".

وأوضح: "إنهم يأتون للحج على أمل مرة واحدة في حياتهم إذا استطاعوا ذلك. لقد سار الكثير من الناس من جميع أنحاء البلاد، ولم يكن معهم أي شيء تقريبًا ".

كنائس لاليبيلا في إثيوبيا
أدرجت اليونسكو لاليبيلا على قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1978. وقبل خمسة أعوام، نصبت الوكالة الدولية أغطية واقية لحماية أربع من الكنائس من العوامل الجويةCredit: CARL DE SOUZA/AFP/Getty Images/file

ووصف زيدي خروج المجتمع المحلي لمساعدة الحجاج وإطعامهم وحتى المساعدة في غسل أقدامهم.

وأضاف: "إنه أمر جميل للغاية، شاعري - حتى رومانسي لم يعد موجدًا في عالمنا إلا نادر للغاية، إنهم جميعًا يساندون بعضهم البعض".